هب من جلسته .. خلف مكتبه العتيق
وهي قادمة تمسك بأطراف أصابعها الناعمة ورقة نقدية
وابتسمت قائلة أريد حجز تذكرة لدخول المستشفي ، أرجوك ..
انهت جملتها وقد فغر فاه .. وكأنه نسي الكلام
وقف مذهولا .. يسأل نفسه .. أين عليه أن ينظر ؟!...
لعينيها الواسعتين ..
أم الي شفتيها المتوردتين
أم الي قدها .. أم ماذا .. ؟؟
وتحركت عيناه طولا وعرضا وكأنه فقد عقله للتو ..
حاول أن يجمع شتات عينيه على هدف واحد ..
وبدأ يتكلم .. ويعيد الكلام مرة ومرة حتي ازدادت ابتسامتها خجلا من نظراته .. ورثت لحاله
وسألته مرة أخري أن يعطيها التذكرة
فانتبه قليلا ..
وحاول ان يمسك الدفتر فوقع منه علي الأرض ..
جذب القلم الذي أمامه فطار من بين اصابعة إلي مقدمة مكتبه الكبير
وهو يرمي يده يمينا ويسارا عله يلتقط القلم ..
فازاد قلقها وتبدلت ابتسامتها شيئا فشيئا
ولما احس هو بذلك
نزل ليحضر دفتره الذي وقع على الأرض .. واعتدل واقفا ..
نظر إليها
فوجدها قد أخذت تذكرة من زميله العجوز بجواره .. ثم رحلت ..
وظل هو واقفا يتعلثم حتي الآن ......