مِنْ أيِّ حَرْفٍ
إلى الشاعر المُجيد محمد البياسي
مِنْ أيِّ حَرْفٍ في قَريْضِكَ أُبْحِرُ
لأقوْلَ ما يُسْبي القُلوْبَ، وَيُبْهِرُ
يا صاحِبَ القَلَمِ الرَّهيْفِ، تَحيَّةً
مِنْ خافِقٍ فيْهِ الهَوى يَتَبَخْتَرُ
مِنْ خافِقٍ جَعَلَ العُروْبَةَ عَيْنَهُ
يَرْنو لِمَحْتِدِها الكَريْمِ، وَيَنْظُرُ
والشِّعْرُ إمَّا أحْرُفٌ مَهْجوْرَةٌ
فيْها الرُّعاعُ بِكُلِّ يَوْمٍ تَجْهَرُ
أوْ رَوْضَةٌ بِجَمالِها مَحْبوْكَةٌ
يَحْلوْ بِها وَرْدٌ جَميْلٌ أزْهَرُ
حُيِّيتَ مِنْ ألِقٍ كَأنَّ حُروْفَهُ
سِفْرٌ بِهِ كُلُّ الإباءِ مُسَطَّرُ
وَكَذاكَ ـ يا ابْنَ الأكْرَميْنَ ـ حُروْفُنا
قَلْبٌ يَموْتُ، وَمُهْجَةٌ تَتَفَطَّرُ
ما شَاقَنا فِيْهِ الغَرامُ، وَكَمْ بَكى
بِسُفوْحِهِ جُرْحٌ حَبيْبٌ أحْمَرُ!
حَرْفٌ تَعَطَّرَ بِالشُّموْخِ، فَلَيْلُهُ
زاهٍ، وَوَجْهُ نَهارِهِ مُتَنَوِّرُ
لا لَنْ تَضيْعَ حُروْفُنا بِسَفاهَةٍ
فالْحَقُّ مِنْ تِلْكَ السَّفاهَةِ أكْبَرُ
لا لَنْ يَضيْعَ الحَرْفُ في أُكْذوْبَةٍ
يَتَرَبَّعُ العَلْياءَ مِنْها الأخْسَرُ
مِنْ كُلِّ أفّاكٍ تَقادَمَ زَيْغُهُ
يَرْغو، وَيُزْبِدُ في رُؤاهُ الأصْفَرُ