هذا يراعُـك
الى الشاعر المُجيد محمود الحمادي ردا على قصيدته : مِنْ أيِّ حَرف
الشعرُ يَحملُ كالكرومِ و يُـثمــرُ و لأنتَ تقطفُ ما نُحبُّ و تعصرُ
ما ذاق ذو لُبٍّ حروفَـكَ مـَــرةً إلّا و كادَ مِنَ البـــــــلاغةِ يَسكرُ
و يداكَ دِجلةُ والفراتُ كلاهمـا لو كنتُ أحصي مَنْ رويتَ و أذكـرُ
و لقد تُجانِبُ غيمةٌ مَنْ تحتهـــا و أراك تهطلُ ما استطعت وتمطرُ
اللهَ يا ابنَ الأكرمين و سبطَهم كمْ سوف يُحمد ما كتبتَ و يُشكرُ
هذا يراعُكَ لا يراع َ كمثله شيءٌ يَزيدُ به البيانُ و يكبـــرُ
تمشي القوافي قصدَه مأمورةً و تُساقُ أبياتٌ إليهِ و تُحشـــرُ
وإذا الأماكنُ أظلمتْ أنحاؤها إن الــــــورى ببريقه تتنوّرُ
وإذا النساءُ تزينتْ و تعطّرت إنَّ السطورَ بحبره تتعطــّــرُ
ولقد ظننتُ بأن شعريَ قاهرٌ أسبي به لولا أشاءُ و أسحــــــرُ
هذا و إنّي إذْ مدحتُـكَ راعَني أني بشعري عاجزٌ ومقصــِّــرُ
ما كان ذا إلا لأنــّـك خِضْرِمٌ أخشى اذا أناْ خُضتُ فيه و أحذرُ
البياسي