من تخوم الرؤى وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك وكأني أطل على الكون الفسيح من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .
لنعود ثانية بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق بين الضحك والقمع وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد على مشارف السراب ومازالت الأيادي تحترق بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة , إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره حين يألفه النزول كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..نعم ..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..
لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله .
ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟
دعهم ينشغلون بألوان الشرر وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام ولنا لسع الانتظار فالزلازل لا ترتق الشروخ إنها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ كي يبدو أجمل ..وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني والاستقامة بي تستقيم كخط عمود النور في صدر النهار ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل , لها العديد من الوسائل ..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.