في حضرةِ الهذيان
شعر محمد صافي
إنَّ الحديثَ عَنِ اشتياقي منهجٌ
لغتي كزهرِ البيلسانِ تهلُّ راقصةً على
وَتَرِ القصائدِ باحترافْ
كمْ صاحَ شوقُ الصبوةِ اللجيّ في جسدي وكمْ
مِنْ همسةٍ فردتْ جناحيها على عرشِ الكلامْ
هيَّا نُسافرُ حَيثُ وِديانُ الجَمالْ
وتذوَّقي طعمَ الرِّضابْ
في حضرةِ الهذيانِ توَّجني الهوى
بلباسهِ المصنوع ِ من خيطِ الغرامْ
هذا الغرامُ حكايةُ الجسدينِ في الأفقِ المعتَّقِ بالهُيامْ
يا حاملاً كأسَ الغرامِ رأيْتُ صبوةَ لذَّتي
معجونةً شَوقاً تمرَّدَ واستفاقْ
عبثاً أنادي أنَّ بينَ الوردتينِ فراشةً
تشدو على لحنِ الخدودْ
جاءَ الفؤادُ رسولُنَا يلتفُّ حولَ منامِنا
في لحظةِ الفردوسِ حتى كادَ يخفينا الظلامْ
تُهنا نفتِّشُ عَنْ طريقٍ في ثيابِ الصمت ِما
مِنْ وردةٍ أوراقُها ذَبُلتْ فنبعُ الغصنِ يجري لا يَزالْ
قومي لِنُخْمِدَ شوقَنَا
ونعانقَ الأغصانَ مزجاً تحتَ عنوانِ المساءْ
كلُّ الورودِ تقاطرتْ عسلاً على
خدِ الوسادةِ قبلَ أنْ يأتيْ اللقاحْ
بانتْ ملامحُ لهفتي بينَ القصيدةِ تستغيثُ كأنها
عاصٍ يُمارسُ بالذنوبِ ولا يُلامْ
آهٍ يراودُ مهجتي شَبَقٌ تَجَسَّدَ في ضِرامْ
فالعشقُ منقوشٌ على جدرانِ شهوتِنا شِعارٌ كالوِسامْ
هاتي سواعِدَكِ التي
تبني من الأشواقِ جسراً يحملُ الذكرى
وينقُلُها لجيلٍ مستهامْ