|
يا شعبُ ثُرْ إن شِئت أن تتقدما |
و اسحقْ جباه الظالمين لتسلما |
إن الطغاة تنمروا مع ضعفهم |
و بقيت أنت مع الشجاعة أكهما |
فمتى نرى الجبار يخلع صمته |
ليهز عرش الحاكمين و يهدما |
و يقض مضجعهم و يخنق صوتهم |
فالشعب احيا من اراد و اعدما |
لا تحسبَنَّ المجدَ نَيْلا هيِّنا |
المجد ينزعه الذي بذل الدما |
المجد عرس و الصداق جماجم |
فاصدق عروسك تستحلَّ محرما |
هو للذي صعد المشانق ثائرا |
و إذا دوى صوت المدافع أقدما |
يصغي لموسيقى الرصاص فيمتلي |
عزما تخر له الجبال إذا رمى |
و تشده نحو الشهادة رغبة |
ويعد موت المرء فيها مغنما |
تخشى الطواغيت انبعاث مثيله |
يتربصون بمثله أن يحلما |
خنقوا الشعوب و فرقوا أبناءها |
شيعا تَقاتَلُ بينهم كي تسلما |
تخذوا ثياب الناصحين جلاببا |
و تدابروا من كيدهم ما أوهما |
الناس تكبر بالعقول و بالحجا |
و سراتنا للجهل مالوا و العمى |
فتناهبوا بلداننا و تحكمت |
كف الطغاة على الرقاب تحكما |
و استمكنوا حتى تعاموا عن قوى |
صبرت على ما يفعلون تكرما |
ظنت بهم خيراً و قالت علهم |
يبنون للأجيال مجدا قيما |
فإذا بهم لا يرعوون و غيهم |
يطأ الرجاء و شرهم يغشى الحمى |
و تدوس أمريكا على جبهاتهم |
و يرون في أقدامهم ما كرما |
و تمنعوا بحصونهم فكأنما |
تلك الحصون ترد موتا محتما |
و تسوروا بجيوشهم و الجيش لا |
يغني إذا الشعب الأبي تقدما |
تتحطم الدنيا لردة فعله |
والراسيات تطيعه إن أرغما |
لو زل شخص قد يقوم فعله |
و يرده عن شره من علما |
أما السرات كوارث زلاتهم |
زلات أولي الأمر لن تتقوما |
و يكون كالسرطان ينخر مفسدا |
جسد البلاد بظلمهم و مسمما |
فاستاصلوا بسيوفكم اورامهم |
و السيف يجتث الخبيث المؤلما |
لو حوسب الحكام عن أفعالهم |
ما ذاق شعب ذات يوم مندما |
فانزع قناع الذل و البس عزة |
يا شعب حتى تستريح و تغنما |
و إذا بغى باغ عليك فلا تهن |
حتى يذوق الويل مما اجرما |
و يكون فيها عبرة يرنو لها |
من ظن في الشعب الظنون و رجما |
فالشعب حر و الملوك توابع |
أجرى عليهم ما أراد و نظما |
إن شاء عاش الحاكمون بجنة |
أو شاء سعر في الملوك جهنما |