تبدأ المحنة حين ندرك بأن ما نرنو إليه صعب المجيء إلينا ،!
و بما أن مفهوم الحب الحقيقي يجب أن يفهم ويتعامل معه على أنه سلوك نزيه مجرد من كل الأغراض ، و أنه لابد من ايقاف أي فاصل ما بين العقل و (العاطفة) ، و علينا التعامل مع الأمر على أساس هذه القاعدة فلابد و أن تبقى أنتَ حبيبي مهما اختلفنا و مهما طال الانتظار ،
يا ابتلائي و قصاص روحي ،
استيقظ اهتمامي فجأة ، ثم استدركتُ أضيف :
ما من فكرة تقوم على العقل وحده ،
ثم عكفتُ على اشتغالي ./
بالصراعات التي تعيشها الأنا المراهقة بداخلي بآلامها و اوهامها الحياتية ،
و الصراعات المتعلقة بالحب ، و التي تسعى للتمرّد عليّ ،
فوضعت نصب عيني أن أفك رموز ثقافة الأنا
ثم و إن سنحت لي الفرصة أعود اليك،.
كثيرا ما أقول لنفسي بعد أيّة انفعال : ( لقد أسأتُ التعبير ) فأرجع اليَّ و إلى تلك السخافات التي تحدثني عنها الأنا في ممارسة لنوع من النميمة ( الخبيثة منها ) ، و التي تزعم من خلالها أنها تحب فلان من الناس و أنه يحبها ، فوجدتُ و من خلال استدراجها في الحديث عنك بأنها أوقعت بك بقصد النيل مني ،.
قابلتها اليوم بعد انتهاء العمل ، مشينا في الطريق المعتم الطويل ،
فسأتلها عما إذا كانت تحبك حقاً ..؟
فقالت : بعد صمتٍ طويل بطول العمر : قد أكون ربما و ربما ، ثم أضافت تسأل : ما فائدة الحب إن فقدتُكِ ..؟
احترت بما أرد عليها ، لكني أجبتها في نهاية الطريق : قد تخسرينني نعم لكنك تربحين بالمقابل قلب آخر .
نظرت إليّ باشمئزاز و قرف و ارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة ، ابتسامة عاهرة ، وقالت مستهزئة و ماذا أفعل بقلب بدون رحم ..؟!
إن أهم مافي الفكرة هي الفكرة و التي تأتي من الحلم ،
و ان تنفيذها في الوقت الذي تلمحها هو أهم ما في الأمر ،.
بالأمس بعد السير في الطريق بصحبتها و ما ان وصلت البيت حتى ارتميت في فراشي من التعب و المرض ، و بعد لحظات وجدتها تلقي عليّ بحنان غطاء ناعم ، و من أجل الصدق لا أأتمنها فتوجست خيفة منها،
ثم غرقت في نوم عميق و حين استيقظت لم اجدها بالقرب مني فقلت لي يالها من خائنة ، خرجت للبحث عنها في أرجاء المنزل , و وجدتها تجلس قبالة مرآتي ، غارقة في تفكير عميق ،بعد أن ارتسمت على وجهها علامات المكر و التخطيط لأمر هام جداً ، و كأنها تخطط لسرقة شيء ثمين ،
راقبتها لبضع دقائق وفجأة و لا أدري كيف لاحظت أمر وجودي بالقرب رغم كتمي لأنفاسي ، نظرت إليّ عبر مرآتي و قالت : لا تقلقي سآتي به اليكِ كي تقر عينك و تهنئ ،.
يالها من ماكرة هل تفعل ذلك من أجلي أم من أجل النيل مني أم منكَ ..؟
لحظات تطرف ...
في لحظة من هذا المساء شعرت بشوق اليكَ لكني لم أُشعر بي أحد ، إلا أنها و كعادتها ماكرة تقرأ أفكاري قبل أن أدركها ،
فقالت لي مع لمعان لحظة الشوق في عيوني : تراه الآن يواعد أخرى ,.؟!
حاولت تجاهلها لكنها أضافت تقول : ربما لكنه لن يجد من تغدق عليه بالصبر و طول الإحتمال كما فعلتِ أنتِ ..
ثم أضافت : لكنك أنتِ من تسببت له بالفرار منكِ إلى التيه ،.
و أنتِ من أضاعته ، و احيانا كثيرة أقول لنفسي بأنك لا تستحقينه ،.
ويحها كيف تجرؤ على احيائي في لحظة و قتلي ،.
قبل فترة من الزمن كنتُ قد وضعتُ نصب عيني المجيء اليكْ ،
لكني قررتُ أن أقتلع عيني و أجلسها قبالتي ,
و ها هي الآن أُبصرها و تنظر اليّ ،.
تناسلت النظرات لتتوالد المتاهات فينا ،
و تتقاذفنا الحسرات ، ليتها الأنا تدرك أني و أنها لعبة بيد العقلاء ،.
امسكتُ بها متلبسة اليوم ، كانت تحاكي النافذة عما مض و تملي عليها تلك التفاصيل التي كنتُ قد نسيتها و أوصيتها النسيان ،
كما وجدت بحوزتها بعض الأدلة تدينني ، .
عاتبتني اليوم بادعاء منها أني سببتُ لها الضياع ،
ونسيت يال قبحها أني كل ما فعلت حتى الآن كان في سبيل انقاذها مما أغرقتني فيه ،.
تعاتبني ولها حق العتاب في أني لم أسمح لها بعيش الطفولة و المراهقة و عيش الشباب ، لكني لم أقل لها الأسباب لمعرفتي المسبقة بأنها لن ترضى حتى لو جئتها بأعظم ببيان ،.
أنا الأنا الغجرية بي تناديك ،
و لأن الحب ليس لعبة ألبسها ثوب اشتياقي ،
ولأنه ليس ثوبا أرتديه فوق احتراقي ،
يا زهرة عمري ،
أنا الأنا الأنثى الخرساء ،
أخرستها حينما ظننت بأنها تفوقني لك اشتهاء ،