بين لغتي التي تجيد الإنصات لأناشيدك , "أناشيدك" تلك التي تشبه جوقة نجوم ..سلسلة مضيئة غير متناهية .. تتداخل خيوط نسيجها بين حرير القزح و ألوانه , وبين هفهفة النسيمات التي تنقل بريد عطر الربيع وهو يوارب الباب لكل الفصول كي لا يختل ترتيبها .
ربيع لا يغادر النبض ولا ينزع من صدر هذا القلم عصافير الحروف التي تطرز أعشاشها من خيوط البرق في قماشة الغيمات .
ومازلت أنصت حتى غدا الإنصات وحده لغة تامة وولعٌ يغني السمع عن الغناء حتى نوّم حروفي الهائمات في حضن الورق .
وجعل الانتظار يرتدي ثوب الأرق ,, وأمام هذا الكون من جمال الروح واكتمال البوح , وحين زوبعة مسكك المعتق في ذاكرتي تسرج الفوح , فقط: أدربني على تسلق درجات الضوء , كلما انسكب شعاع الأصيل إيذانا بوصول أساطيل حروفك.
وها لغتي الطاعنة في الصمت والتأمل تتعلم يوغا الإعجاب بكل ما يحيط بعالمك من حبة رمل خارجة قليلا من إطار خريطتك إلى أنّة ضوء اخترق بتؤدة "ظلك" خيفة .
قل لي كيف دربت الفراغ المتهدل باللا مرئيته حتى يكون مرايا , وكيف لمراياك ان تحتفظ بالصورة "صورة "وقودها الروح ؟
أ من نقائها!! أم من تفوق بهاءها ؟
ربما تساءلت !! هل وصلتها القافلة ؟..
نعم.. نعم وصلت.
كنت استظل تحت دوحتك الباسقة التي حملت ثمارا شتى كشجرة خرافية . تصور!
لا ادري كيف لها أن تخترقني !!
كم لحروفك من هيمنة , وسطوة كسطوة التضاريس والمناخ وعلى قارئها أن يتكيف مع تنوع بيئاتها ..وفي كثير من مرات تساورني نفسي بالمكوث بين ربوعها كنحلة نشطة تخزن الرحيق وتتغذى عليه في آن واحد .
لا غرو,, أن أناشيدك حتى في أوج صمتك , بأنها "فصوص" ترصع قلائد اللغة .
وكم حاورتني , وحاورتها , وكم جاورتني وجاورتها, وظل فؤادي يوصيني عهدا بها, وقالت لي ما لم يقل لي قطا بشر..
وأفتت لي ما ينبغي أن يكون.. ومالا يكون.. وكيف تكون الصخور غيوما إذا ما أردنا ..
وكيف تصير الرمال نجوما على شاطئينا .. إذا ما نصوم عن الصمت يطعمنا المنّ والسلوى ..و الشعر والنثر .. و ننثال كالوهج من ياقة الليل..
يا أيها الليل كن حارسا ..
لـ جفنيه حتى يدك شعاع الصباح ممرات أحلامه الفائضة من رؤاها الخصال ..
لماذا بيانك دوما يشق علي قميص البعاد ؟
وفي وجه وهن المسافات يشهر سيف الوداد ..
فيرتق رغم انشقاق الطريق شروخ الخيال ..
وتجمع في عبقرية صوتك شمل المحال.. على حافة الهجر يقتر فينا المنال ..
لنلقي حبال اللقاء وننكس رأس العناد..على بحر صوتك , صوت الوصال.