كفُّ الياسمينة
لِعزّةَ منزلٌ في القدس صبٌّ تطوفُ بـه من الحبِّ القلوبُ
تَذكَّرَ وجهَها فبكى و أبكى وما كالدمعِ في النجوى رَكوبُ
يقولُ لها تعالَي لا تغيبي فإنَّ الليلَ أوّلُــه الغروبُ
قناديلي غَفَتْ معها الحكايا و غطّى لونَ أروقتي الشحوبُ
وكفُّ الياسمينة صار شوكاً فكيف تصوم عن خدِّي الندوبُ
إليكِ إليكِ تشتاقُ المرايا و تشتاقُ القلائـــدُ و الطيوبُ
و تنحِتُ طيفَك الحلوَ الليالي و ترسمُه الأماكنُ و الدروبُ
أسيرةُ.. و الحوادثُ فرّقـتْنا و ساقتْنا إلى الويلِ الحروبُ
غداً سيكون شأنٌ فاستريحي و أَمْسِ.. و قد تولّى لا يؤوبُ
أذوبُ إذا ذُكِرتِ و لا أراني لـذكرِ سواكِ مِنْ شوقي أذوبُ
و للأحزان في روحي جعابٌ و للآلام في نفسي جيــــوبُ
تهُبُّ عليَّ بَعدكِ كلُّ ريحٍ و تُعمِلُ سَوطَها فيَّ الخطوبُ
فما أُعنى بذاكِ و لا أُبالي و أُسرفُ في هواكِ و لا أتوبُ
اذا ما الشوق هبَّ على محبٍّ فما تُخشى الشمالُ و لا الجنوبُ