..
في كلّ دول العالم تخرج المظاهرات السلمية التي تكفلت بها كلّ القوانين الدولية وحتى قوانين تلك الدّول التي
لا تؤمن بالديموقراطية , لتتطالبَ بحقوق قد هضمتها حكومات أو أنظمة جعلت من بعض شرائحها فوق الناس
وفوق القوانين .
وفي كل دول العالم تخرج قوات الأمن لتسير مع هذه المسيرات للحفاظ عليها كما نراه عبر الشاشات
طبعا هذا ما نراه في أكثر الدول الأجنبية ولا ننكر حدوث غير ذلك عندما تخرج المسيرات عن هدوئها .
أما في الدول العربية فلا تعرف هذه الانظمة إلا القمع من أجهزة امن الدولة وذلك بالضرب والاعتقال
والملاحقات والتهديدات والنفي ,
وحتى هذه المرحلة اللاإنسانية قد اعتدنا عليها.
ولكننا أمام عهد جديد للقمع وبطريقة بدتْ ذكيّة في البداية ولكنها أصبحت لعبة مكشوفة ومبتذلة
ألا وهي ظاهرة خروج " البلطجية " الذين يهاجمون الناس على حين غرّة مدّعين خوفهم على أمنِ
البلاد من قوى أجنبية وخفيّة وأجندات اجنبية .
يقوم هؤلاء بملاحقة المتظاهرين مفتعلين الفوضى لإظهار أن التظاهرات نتاجها فوضى لا تحمد عقباها
وأن البلاد بسبب هؤلاء ربما تهوي في جحيم النزاعات الطائفية وغيرها من الادعاءات
وهذا طبعا ربما يخفّف الضغط الدولي على هذه الانظمة لأنّ من يهاجم ويقمع المتظاهرين هم من
الناس العاديين وكأنّ الذي يحصل نزاع بين فريقين ثم تقوم الأجهزة الامنية بفضَ هذه الاشتباكات
بعد أن يلقّن هؤلاء البلطجية المتظاهرين درسا في الوطنية والاخلاق .
فهل نحن أمام ظاهرة جديدة ام أمام جهاز قمعي جديد للسلطة ؟
وهل سيقول المجتمع الدولي كلمته أمام هذه المهازل الجديدة للأنظمة؟
أم أنهاآخر ورقة بيد الانظمة عندما تصبح عاجزة وآيلة إلى السقوط والاندثار؟
.