صورة ورأي
جديد اليوم ... صورة ورأي
صورة ... فيها ملامح رؤيا بعيدة المدى ، توضح الترابط الإنساني في الشكل الحسي ، يحقق أبعاد المنظور المرئي لغاية متكاملة من نسيج فكري ، ثقافي متمكن .
رأي ... انسجام موثق بين مردود الغاية ، واستقطاب الإرادة في تبرير الغرض عند اكتمال مقوماته
من هاتين النقطتين وجدت تبدل المفاهيم الغرضية لاستغلال الفعل المعارض عند تدني الرؤيا الصحيحة .
لقد رأيت .. وسمعت .. وعاصرت صور ومواقف شتى ، منظورها متباين ، دون الارتقاء إلى الغاية الموجبة في تحقيق الرؤية الصحيحة .
نجد صيغا ً تبدلت في مفهومها
فالصواب اصبح خطأ
والظلم هو العدل
والقوة صارت التذلل والضعف
والحق تبدل إلى التواطؤ والانسياق وراء تيار الشبهات
والبراءة وصفاء النفس تبدلت إلى الغباء والجهل
كيف يحدث ذلك ؟.. ما لم نجيز لأنفسنا الاستهتار بالمقومات الإنسانية ، والإسراف في تغيير المواقف والرؤى الصحيحة .
إن تبرير هذه المتبدلات اللامنطقية . استمدت التغيير من حب الذات ، والحصول على ما تريد في تحقيق غايتها الشخصية .. وانتصارا لموارد الخزي والعار .
إن تراكم موجات الأنانية تحكم العقل .. وتستقطب التفكير وتجنده لحساب عواطفها بدون مبرر .
عندما اصف إنسانا واعيا .. ناضجا .. مثقفا .. أفكاره واعدة ومتحررة من قيود التحجيم الفكري ، بالغباء والجهل .. وعندما أطالب بحق شرعي متملك بشكل إنساني أكون متمردا و أخطأت بل تجاوزت حدود المعقول ،و أسرفت في التزامي بمبادئ خلقية وإنسانية .. لأنها لم تعد واجبه ، أو ملزمة .. فالتوجه اليوم نحو النزعات الفردية في اختلاق تيارات مصطلحة للهيمنة على الإرادة الشخصية في كل المجالات البنيوية للطاقة البشرية . بدا ً من النموذج البسيط لبناء الإنسان ، إلي أوسع مساحة إنسانية . تشمل .. الفرد .. الأرض .. الوطن .. الدين .
فهي ممارسات لها كينونتها المنظورة على اختلاف أبعادها .
إن إرادة الإنسان لا يمكن قهرها ، واستباحتها حسب أهواء المدعين ، والانتهازيين . إن الله خلق الإنسان واحسن الخلق والتقويم ، لكن الشيطان زرع الشبهة في نفوس البشر ، وتمكن من إغوائهم ، لذا يجب أن لا نبيح للآخرين سلب أفكارنا ومشاعرنا الإنسانية .
من حروف ثلاثة ، ننطلق نحو إيجاد بنية سليمة تحكم علاقاتنا بتلازمها مع المفاهيم المفترضة للتغيير .
من حروف كلمة الحب ، نبني مجتمعا صالحا يؤمن بحرية الآخرين واحترامهم .. والتزامهم بالرؤيا الصحيحة للفكر الشخصي والإرادة الخاصة . وعدم فرض أي رأي يؤثر على مكانته وكرامته .
إن ما أوردته اليوم اقض مضجعي منذ زمن .. وكنت ابحث فيه .. وأنا أتداول كل الفرص التي حققت لي هذا الموقف الشخصي ،
أتمنى أن أكون قد تمكنت من توضيح الصورة والرأي اللذان تبنيتهما في البداية