حِيْنَمَا يُشْغَفُ المَرْءُ بِآخَرَ
يصعب على المرء تخيّل حياة دون خليل
ومسير دون أنيس
ومنام دون ضجيع
الحياة من تجانس الأحياء مع بعضها
وتآلف الحيوات فيما بينها
يرسم لوحتها فنان
ويبدع ألوانها قلب فتَّان
ويستأنس بها خاطر ولهان
الحياة منبر شرف
وينبوع معرفة
وكتاب ألحان
تًُصْبَغ بمصبغة أثرية
وتجددها مظاهر حضارية
وتجسدها أزاميل الإنسانية
يجتمع حولها الأفراد
ويتفرق بسببها الجماعات
ويتهالك لأجلها ودونها الشعوب
هذه الحياة
وهذا فعلها
ولكنها تَبَع
لا قيمة لها
ولا منفعة من مجاراتها
إن لم تُشْغَف فيها بآخر
أياً كان
ومهما كان
ذكرا أم أنثى
عاقلا أم غير ذلك
يجمعك به رابط
تستمد منه الحنان والدفء
وتستشف من أسلوبه الهدوء والرفق
ومن لمحاته لك وحولك الشغف والحب
تستنير بقربه
وتنام على مُضَاجَعَةِ نَفْسِه ونَفَسِه
تستجمع حينها قواك
وتستغني وقتها عن قدراتك
وتسلم له رؤاك
وينتهي بذلك حلمك
ويبتدئ بذاك نعيمك
وكل الأماني بعده حرام
وما قد يشغلك عنه إثم
وما يلهيك سواه جُرْم وجُنْح
العشق كان بصدق
والقرب صار برفق
لا يهمُّ أبدا ما قد يَجْمَع !
أحلال أم حرام ؟
المهم أنه اجتماع
بوحي من قلب
ورسول من حُب
وأتباع من خواطر
وأنصار من جوانح
وأعوان من هوى
وأجناد من حنين
وحينما يكون
تَعْلَم وحدك ما قد يكون
إن شُغِف مرء بآخر .
باسم الجرفالي
14 / 4 / 1432هـ