آه لو درى عمَرُ شعر عمر ابو غريبة ساقني لها الحُلُمُ حين شُلّت القَدمُ طائراً بلا فزعٍ لا رقيبَ يصطدمُ يستثيرُني وَلَهٌ نحوَها فأقتحمُ أستشفُّ قُبّتَها والقبابُ تزدحمُ بالسناءِ ساطعةً كالشموسِ ترتسمُ إنْ تفُتْك رؤيتُها يستخفَّك الندمُ لو رأيتَ رونقَها كالملاكِ يبتسمُ أو رأيتَ هيبتَها فمدينتي حرَمُ أو حضرتَ مسجدَها والجموعُ تزدحمُ أو سمعتَ بلبلَها فأذانُها نغمُ لَلبثتَ منشدِهاً واللسانُ ملتجمُ خاشعاً لها بصراً وكأنك الصنمُ وحلفتَ مقتنعاً دون قدسنا إرَمُ الفؤادُ مختلجٌ والشغافُ تلتطمُ كلّما جرى طرباً بالضلوع يرتطمُ بقعةٌ مقدسةٌ منذ خلقِها حرمُ أنبياؤها جُمعوا للرسولِ والتأموا في رحابِها ركعوا والنبيُّ أمّهمُ طائفٌ بحائطِها للبراقِ أستلمُ هائمٌ بسكّتِها أستقي وألتثمُ الشفاهُ ترشفها والعيون تنسجمُ ولِطُورِها صُعداً تتحفّز الهممُ أستعيرُ أجنحةً لا تردُّها القممُ ثَمّ تهمس النسمُ حيث يعجز الكلِمُ هل أنا النشازُ هنا وسواي منسجمُ إنني ابنُ ربوتِها يا لقيطُ يا قزمُ وترابُها حَمَئي وهواؤها النسَمُ يابنَ كلِّ مزبلةٍ في الشتاتِ تفتعمُ وحُثالَ ناطفةٍ بئسما حوى الرحِمُ كم تقيؤكم دولٌ وتمجُّكم أممُ لا يعوزكم وطنٌ بل تعوزكم رُجمُ إن تحاصروا حرمي في قلوبنا الحرمُ أو تحرّفوا كتبي فضحتكمُ الرُّسُمُ طالَ قيدُ عانيةٍ وتغوَّل الألمُ خنجرٌ بخاصرتي هل تُراه يُصطلَمُ آهِ لو درى عُمرٌ أو رآكِ معتصمُ كم تفور أوردتي ويضجّ فيِّ دمُ منذ أربعينَ أنا بالحدودِ منقسمُ كائنٌ على رمَضٍ والكيانُ منفصمُ ميتٌ سوى رمقٍ فيّ ليس ينعدمُ شاخصٍ إلى أملٍ لا يزال يرتسمُ تزدهي فتوّتُه رغم أنني هرِمُ كي أعودَ منتصراً والجراحُ تلتئمُ يمسح الأسى أبداً والفؤادُ يبتسمُ قسماً بحُرمتِها نِعم بالتقى القسَمُ أناْ قادمٌ بغدٍ تنجلي به الظُّلَمُ و"الصلاحُ" منبعثٌ والدخيلُ منهزمُ.