|
أَلاَ يَا قَوْمُ قُومُوا أَسْكِتُونِي |
وَشُدُّوا الْقَيْدَ أَلاَّ تُطْلِقُونِي |
وَسُدُّوا كُلَّ بَابٍ فِي طَرِيقِي |
وَكُلَّ نَوَافِذِ الآفَاقِ دُونِي |
وَصُبُّوا فَوْقَ عَيْشِي كُلَّ قَهْرٍ |
وَلاَ تُصْغُوا لأَصْوَاتِ الأَنِينِ |
وَغَذُّوا الجَمْرَ مِنْ عِرْقِي وَنَزْفِي |
وَعُبُّوا الخَمْرَ مِنْ عَرَقِ الجَبِينِ |
أَبَيْتُ العُمْرَ إِلاَّ قَوْلَ حَقٍّ |
أَصِمُّوا سَمْعَكُمْ أَوْ أَصْمِتُونِي |
لَكَمْ تَاقَتْ يَدَايَ لِكَسْرِ قَيْدِي |
وَجَاشَتْ فِي كَمَائِمِهَا شُجُونِي |
وَكَمْ نَزَعَتْ لِنَزْعِ الخَوْفِ نَفْسٌ |
يَقِينِي مِنْ هَوَاجِسِهَا يَقِينِي |
صَُبَِرْتُ لِنَارِكُمْ دَهْرًا وَلَكِنْ |
أَبَيْتُمْ زَفْرَةَ القَلْبِ الحَزِينِ |
كَأَنَّ دِمَاءَكُمْ لَيْسَتْ دِمَائِي |
وَطِينَةَ خَلْقِكُمْ لَيْسَتْ كَطِينِي |
كَفَرْتُ بِظُلْمِكُمْ وَكَشَفْتُ صَدْرِي |
فَكِيدُونِي إِذًا لاَ تُنْظِرُونِي |
وَمَا هَمِّي قُتِلْتُ بِظُلْمِ قَوْمِي |
وَأَيْنَ أَفِرُّ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ |
َلأَنْ أَحْيَا بُعَيْدَ المَوْتِ حُرًّا |
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَيْشٍ مَُهِينِ |
أَنَا الشُّحْرُورُ يُنْشِدُ لَحْنَ حُبٍّ |
وَيَنْسِجُ حُلْمَهُ فَوْقَ الغُصُونِ |
أَنَا أَمَلُ الرَّبِيعِ رَسَمْتُ دَرْبًا |
سَنِيًّا مِنْ عُقُودِ اليَاسَمِينِ |
أَنَا غَيْثُ السَّمَاءِ بِكُلِّ قَفْرٍ |
وَيَنْهَلُ كُلُّ صَادٍ مِنْ مَعِينِي |
أَنَا الجَوْزَاءُ جَاوَزَهَا مَرَامِي |
وَأَرْوَيْتُ الثُّرَيَّا مِنْ عُيُونِي |
أَنَا العَذْرَاءُ إِيمَانًا وَطُهْرًا |
وَدُونَ مُلاَءَتِي قَطْعُ الوَتِينِ |
أَنَا فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ قُدْسٌ |
مُبَارَكَةٌ بِزَيْتُونِي وَتِينِي |
أَنَا نَهْرُ البَيَانِ يَفِيضُ شِعْرًا |
وَيَنْثُرُ دُرَّهُ فَوْقَ المُتُونِ |
أَنَا شَعْبٌ بِحَرْفِ الضَّادِ أَحْيَا |
وَقِبْلَةُ مُهْجَتِي بَلَدُ الأَمِينِ |
فَلاَ يَغْرُرْكُمُ أَنْ طَالَ نَوْمِي |
فَضَوْءُ الفَجْرِ يَعْبَثُ فِي جُفُونِي |
وَلاَ يُطْمِعْكُمُ كَرَمِي وَحِلْمِي |
وَلاَ يَخْدَعْكُمُ رِفْقِي وَلِينِي |
أَنَا لِقِيَامَةِ الظُّلاَّمِ يَوْمٌ |
وَصُورُ النَّفْخِ أَصْبَحَ فِي يَمِينِي |
أَنَا الطُّوفَانُ فَوقَ السَّدِّ أَرْبُو |
فَمَنْ يَنْجُو سِوَى رَكْبِ السَّفِينِ |