فواصل
إلى الشاعرة مرشدة جاويش
الفاصلة الأولى:
الحرفُ الصادقُ نافذةٌ
من نورِ الله
إذا جاءكِ يتأبّطُ نزوَتَهُ شعراً
فانتبذي بين حدائقِه
مُتّكئاً رغداً
والْتَمِسي مدداً
من هذا الكوثر
يسقي نخلات البوح
يسافر في مدن الروح
يواري عنها ما أورق
من عوسجة البغضاء
ويزرع فاكهة النعمة
أقماراً
بين خمائلها كاملة الإيناع
****
الفاصلة الثانية:
تجلدني بسياط الشعر فواصلها
حين تناولني أسئلة الوجه المسكون
بأسفار الليمون
وأحلام النرجس ؛
قبل الموسم
كانت أوراقي تتثاءب من كسلٍ
كانت ألوان الطيف
تغني سُوَراً من نافلة الجرح
وتتلو باقات العشق
إلى آلهة الخصب المدفونة
منذ قرونٍ
في قلب الصحراء
****
الفاصلة الثالثة:
الساعة ... إلا خمسين خريفاً
بالتوقيت الفضي لمملكة الأوجاع ؛
الوقت على عجلٍ
يطفئ شهوته الأولى
وعلى عجلٍ
يتبرّأ من كينونته
ضجراً من وخز عقاربه ،
وعلى عجلٍ
يخرج منحدراً
نحو مساحات اللاموعد
في جدوله الروتيني
****
الفاصلة الرابعة:
النصف الآخر
في ضاحية الوجع الأولى
يغرق في الفوضى ،
والنصف الأول
ذاكرةٌ فقدت هيكلها
وهي تفتش عن أحرفها الأولى
في ضاحية النصف الآخر
****
الفاصلة الخامسة:
الثورة قائمة
لُعِن الساعون لإخماد فتائلها
****
الفاصلة السادسة:
هاتي قِسْمَتَنا
يا عاصفة الحق
من العزم ومن أشواق الشهداء
ليخرج آخرنا من رحم الصمت
إلى ساحات التغيير؛
وقولي للشعب النازف
تحت هراوة شاويش -جاهده الله-
كرامته:
اضرب بعصاك الأصلع ضفدعة الخيبة
(إن الباطل كان زهوقا)
لتغني حنجرة الأرض أمانيها
وتعود إلى كل الأشياء معانيها
ويعود الشعر إلى فطرته الأولى
كي يفتح لبصائرنا
شرياناً
من نور الله.