|
تعب الفؤاد من الهوى فاستغفرا |
وأرادَ أن يأتي إليك فأدبرا |
واحتلَّت الوجدان آهاتُ الجوى |
كالدسكر المحزون لاقى العسكرا |
يا للحبيبة ما تقادم عهدها |
أزداد عشقا للحبيبة والذرى |
كانت هناك وهل أوافيها هنا |
تأتي إليَ مع النسيم إذا سرى |
بعبير مسك شفَّه حبٌّ ثوى |
بين الضلوع إذا نسيت تذكرا |
ليلى وما ليلى بفردوس الهنا |
ألا الجمال على الربوع تبخترا |
قولي بربك هل بقايا مجدنا |
يا أرض ليلى في المدائن والقرى ؟! |
لازال يشهد أن حبي ساطعٌ |
كالشمس تشرق بالمهابة في الورى ؟! |
أم أن ذلك يا حبيبة خافقي |
أضحى كذكرى في خيالات الكرى؟! |
قالت لي الغراء (قرطبة) المنى |
ماذا لديكم؟! قلت أسطر أسطرا !! |
في حبكم هام الفؤاد مجلجلا |
بالشوق يزداد الفؤاد تأثرا |
قالت لديكم بالكلام مواعظٌ |
قلت الكلام عن المشاعر عَبَّرا |
يزداد شوقي بالحبيبة كلما |
ذُكرت أمامي سال دمعي أنهرا |
أهفو إليها أستقر بروضها |
كالبلبل الشادي يجوب الأعصرا |
ويحط في عش الجميلة برهة |
فيها يغني للأحبة ما يرى |
ويجوب في الفردوس تاريخا له |
ينساب في مهج الأنام معطرا |
ما أستريح إذا ذُكِرْتِ بمجلس |
إلا إذا همس القصيد مُذَكِّرا |
يا أيها الأحباب ليلى ها هنا |
في القلب تحيا في تراحيب القِرَى!! |
يزداد عشق العاشقين لأرضها |
لاقت حنينا كالسحائب ممطرا |
ما إن تلاقى الصقر صقر دخولنا |
حتى تلاقي للحقيقة منبرا |
وتقوم تخطب في الخلائق حرة |
بين المروج زها مناها مثمرا |
يا من تسمَّع قولها حين ابتدا |
ذاك الرحيل : ألا بكيت تأثرا ؟! |
ضاعت حبيبة قلبنا وتشتت |
أهداب روض كان غضَّا أخضرا |
حزني ولهفي كيف هان عليهم |
هذا الجمال وكيف وَلِّى مدبرا |
تركوا الجهاد ولاح خزي جدالهم |
كالنار تأكل مجد أرباب الْمِرا |
يا درة الأمجاد يا سوح الصفا |
مهما استباحوا نحو روضك معبرا |
سأظل أهتف في الفوارس ثائرا: |
يا (طارق بن زياد) جدد ما جرى |
يا (طارق بن زياد) أقبل مسرعا |
يا (طارق بن زياد) أُخرج من ثرى |
يا (طارق بن زياد) احشر عسكرا |
يا (طارق بن زياد) أنشا مخفرا |
لازلت أذكر يا حبيبة خافقي |
دهرا تقادم فيه بت مُحَيَّرا |
فالحاضر المأسور في قيد العنا |
هتك الستور وفض عزا أكبرا |
يا أرض أندلس الجمال تذكري |
قلبا أحبك في الأنام موقرا |
واختار حبك كي يكون قصيدة |
تنساب تعبر للحبيبة أبحرا !! |