|
قل للفساد بأرض مصر : ستنتهي |
مهما تطاول للئام زمانُ |
وتشدقوا بالشر نهجا مجرما |
وترنَّمت في إفكه الألحانُ |
وتجمّلوا في قبحهم بوسائل |
شتى تلوح بزيفها الألوانُ |
وتخيلوا أنَّ الكرام فريسة |
لهمُ تغوص بلحمها الأسنانُ |
واستمرئوا البهتان مكرا سافرا |
فيه الهوى والزيغ والطغيانُ |
واستخدموا إبليس قائدهم له |
فيهم مقامُ راسخٌ ومكانُ |
واستعذبوا التعذيب ذلا للورى |
إنَّ التَّمسك بالدجى خسرانُ ! |
تركوا الضياء شريعة وطريقة |
إنَّ الضياء على المدى رُبَّانُ ! |
يهدي الخلائق للصلاح وللهدى |
وبه يقوم الحقُّ والميزانُ |
ظنوا الحبيبة مصرنا نهبا لهم |
فيها الفسادُ لمصرنا العنوانُ |
وبها يقيم الضيمُ صرحا شامخا |
فيه استطال بفنه (الفنَّانُ) |
والرقص بالصالات جهرا معلما |
بسفورها تتمايل النسوانُ |
وبأن مصر وشعبها في أسرهم |
فيه الأنام بقيدهم قطعانُ |
مثل العبيد تذللوا لجنابهم |
وبأنهم في أرضها عميانُ |
وتفرعن الفرعون جهرا عنوة |
يرعى الفسادَ يضمه الإعلانُ |
فاحت روائح فسقهم وفسادهم |
تغشى الأنوف عفونة وهوانُ |
والليل عسعس والمظالم عسعست |
واليأس لاح تبثه الأذهانُ |
يتخلل البهتانُ قسرا مهجة |
للناس فيها أظلم الوجدانُ |
حتى تبدت ثورة عصرية |
فيها الشباب بعزمهم طوفانُ |
دكوا الفسادَ ودمروا أصنامه |
فترنحت بسقوطها الأوثانُ |
وتتابعوا كالغيث يهطل بالنَّدى |
يهمي به الإصلاحُ والإحسانُ |
واستبسلوا بالحق لاحت نهضةٌ |
منها تلاحق فتيةٌ شجعانُ |
أهل الكنانة شعبها شعب علا |
في المجد أجنادٌ به فرسانُ |
خير الجنود بقضهم وقضيضهم |
شيبٌ شبابٌ نسوةٌ ولدانُ |
فالكل في مصر العلاء مجاهد |
في قلبه .. في روحه الإيمانُ |
ذخرٌ لدين الله جل جلاله |
والمسلمين .. بهم سرى القرآنُ |
أصوات حسن بالتلاوة أشرقت |
من مصر فيها بالبيان لسانُ |
عذبٌ جميلٌ صادحٌ متألقٌ |
بنفائس فيها سما الفرقانُ |
الشيخ (رفعت) .. (مصطفى) .. ومشايخٌ |
كُثْرٌ جميعا بالمهارة كانوا |
وبها الفصاحة والبلاغة أينعت |
من مصر في كل الدنى وبيانُ |
أمُّ العروبة (هاجرٌ) منها زهت |
في الكون تسمو بالتقى العربانُ |
أبناء (هاجر) جدة العُرْب التي |
بمقامها تتفاخر الأكوانُ |
وكذا بـ(آسية) اليقين فخارنا |
من مصر كانت .. عزَّها الرحمنُ |
وكذا بـ(مارية) التي بزواجها |
بالمصطفى قد أينع البستانُ |
تاريخ فخر واعتزاز أينما |
وجهت وجهك يشرق البرهانُ |
ستعود مصر نقية وطهورة |
لا ظلم لا فوضى ولا بهتانُ |
لا بغي لا إفسادُ لا سلب به |
تهوي الشعوب وتصرخ البلدانُ |
لا فقرُ لا قفرٌ وجدبٌ إننا |
سنهب نزرع .. كلنا فتيانُ |
نهدي الحبيبة مصرنا أحلامنا |
فعلا جميلا ما به نسيانُ |
إني فرحت بثورة عفوية |
فيها الشباب وفيهم الإخوانُ |
لكنني جدا حزنت لفقدنا |
أمن البلاد فقادها الشيطانُ |
للفتنة الرعناء بين هلالها |
وصليبها فتصدَّع البنيانُ |
أين الشيوخ العارفون بأزهر |
وأئمة الأحياء .. والرهبانُ ؟! |
فالناس في مصر العطاء بحيرة |
بضرامها تتلاحق النيرانُ |
بالخوف تبحث عن أمان حياتها |
إن الركيزة في الحياة أمانُ ! |
وبه يطيب العيش مهما أثمرت |
ثمراته فبدونه الحرمانُ |
وبغيره الخوف الشديد ... فأمننا |
نهرٌ لمهجة قلبنا ريَّانُ |
سنعود جمعا للنهوض بقوة |
في مصر يعلو بالعلاء كيانُ |
وتقوم في مصر الحبيبة كلها |
بالمجد في سوح لها الأركانُ |
ويعز فيها بالشموخ وبالندى |
دوما على طول المدى الإنسانُ |
قل للجميع بأرض مصر قد انتهى |
عصر الفساد وولت الأحزانُ |
إنَّ الشعوب إذا استقام مسارها |
طابت بطيب صلاحها الأوطانُ |
وبذا تنال فخارها ومنارها |
وبها يكون العزم والإتقانُ |
والحمد لله الرحيم بفضله |
في مصر هلَّ الخيرُ والتبيانُ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما حان في وقت الصلاة أذانُ ! |