نهار ... اسم موفّق جدّا في دلالته واختيارة اسما للبطلة. فالنّهار فيه الضّوء الذي يذهب بالعتمة؛ إذًا هو رمز للكشف وإظهار الحقيقة.
يدخلني النًّصّ في بدايته في أجواء قدسيّة... فالهضبة لغويّا هي: "كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ؛ وقيل: كلُّ صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وقيل: الـهَضْبةُ والـهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ على الأَرض؛ وفي التهذيب الـهَضْبَةُ؛ وقيل: هو الجبلُ الطويلُ، الـمُمْتَنِـع، الـمُنْفَرِدُ"( لسان العرب) ...
نستدلّ أنّها مكان مرتفع، والارتفاع علوّ ورفعة وقدسيّة. ورد في القرآن الكريم على لسان سيّدنا موسى: "...فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى "(طه- 10) فالنّار آنسها على الجبل...
وورد في البداية أنّ الهضبة يحجّ إليها النّاس كلّ صباح ... هنا دلالة لأمر يعتبره النّاس مقدّسا (يحجّ: طقس دينيّ) )
سير الأحداث يلغي هذه القدسيّة (المزيّفة)... ومن الذي يلغيها؟ نهار الطّفلة. الطّفلة رمز الفطرة والبراءة والطّهر وهي نهار: الكشف كما ذكر
فنحن أمام نصّ رائع يكشف زيف ما كان له قيمة... هذه القيمة يمكن أن يربطها القارئ بأمور كثيرة : معتقدات، سلطة، قدسيّة .... إلخ
الأمّ لها أيضا دور مميّز في التّعرية والكشف .. "لرمز الأمّ وظيفة المثال القديم وقيمته. هي الشّكل الأوّل الذي يتّخذه اللاوعي الفردي ذو الوظيفة المزدوجة: الهدّامة والبّناءة "وهي هنا أرادت هدم ما كان بنظر كثيرين ذا قيمة؛ لتبنيَ قيمًا جديدة؛ بسواعد تستمرّ مستقبلا: الطّفلة (نهار)
شكرا على هذا النّصّ أخت نادية الذي يحوي الكثير...
تقديري وتحيّتي
( ملاحظة: لماذا أوّل طفل؟ وليست أوّل طفلة؟ أليست نهار طفلة؟ )