ردًّا على قصيدة نزار قبانى "جريمة شرف أمام المحاكم العربية"
:ومطلعها
وفقدتَ يا وطني البكارهْ
لم يكترثْ أحدٌ
وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ
وأُرخيتِ السّتارهْ
براءة شرف عربي
وحفظت يا وطنى البكارة
لم يغتصب أحد
وجال الصوت في الأرجاء صداحا
ومزقت الستارة
***
عادت عروبتنا أوائلها
تشابهت المساجد والكنائس في وظائفها
وسيف الحب يحمي من أجاره
***
مازال فينا من رجولتنا بقية
مازال رغم الخوف والتهديد
رغم القتل والتشريد
فينا من رجولتنا بقية
ما زال صوت الشعب
يعلو فوق صوت البندقية
والذنب ليس الشعر عذريًّا
تغزل في العيون الفاطمية
لو أن قيسا كان يزأر مرة
ما نام قرد في فراش العامرية
***
الآن يسلم عرضنا
الآن يُرفع صوتنا
الآن يا وطنى
تنام على ضفاف الحلم
لاظلم ولاقهر ولاشبق
بحب المال يقتل أهل بلدتِهِ
بدينارٍ ويرهن مجد أمتِهِ
على كاس من النسيان
الآن لا سجنٌ
بأعتاب الشفاه
يقود ألسنة الضمير إلى
مكاتب أمن دولتنا
فيُغتصب البنان
***
نم يا تراب الأرض
كم سهرت عيونك
تشتكى للواحد الديان
يكفيك دهر موقظًا
آن الأوان لكي تنامَ
ويسهرَ الإنسان
***
يكفي التفافا حول مائدة الملوك
نلوك أفئدة الجياد
ونصنع التاريخ من دمها
كئوس نبيذنا الأحمرْ
يكفي ركوع الحرف
تحت سنابك الفرعون
والهامان والقيصرْ
فلمن نبرر خبث فعلتنا
إذا خُنَّا عروبتنا
وأحرقنا صغارَ الحرفِ والأقلامَ والدفترْ
***
مزقت يا وطنى جوازي للسفرْ
وأنخت أشرعتى ببحر قصيدتى
وصنعت من عينيك
فلقد مللت السير
قررت منذ ولادتى
في ساحة التحريرِ
أن العمر أهونُ أنْ أفرَّ لأجلهِِ
أو أن أسير لأجله
بين القطيعِ
وأن عمرى لا يليق بهِ
اختيارُ الآخرين
فمذ ولدت بساحة التحرير
أعلنت انسحابي من مُسلَّمةِ الحياه
وصنعت في كفي قضائيَ والقدرْ
الشاعر حازم مبروك