عندما أنظر إلى السماء
أرى أنها أظلمت إلا من بعض الجمان التي تزين صفحتها السوداء
وقرصٍ يشع نوراً قد توسطهم يدعونه البدر
يطل على مجامع الجمال بكل غرورٍ وكبرياء
أبتسم وأترقب غيابه المنكسر وأعرف أنه لن يطول
أطرق طرفي وأرفعه ثانيةً لأرى ذلك المتعجرف الذي حار الشعراء في وصف جماله
يستخفي خلف ستائر الخيبة مطرق الرأس
حينها أعلم أنك ياحبيبة الفؤاد أنك قد أطليتِ بوجهك في نافذة غرفتك
عندما أكون في حضرة الجمال الساحر أناجي الرب وأسبحه مستعظماً سر الجمال الذي خلقه
ثم أرى الجمال بكل سحره ينوخ على أعتاب بلاطه
أعلم ياحبيبة الروح أنك واقفة أمام بابه وتوشكين على الدخول
عندما أرى أزهار الجنان بكل ما تحويه من عبق قد سكرت وبدأت تهتز اهتزازة ثملٍ
أعلم يا حبيبة القلب أنها استنشقت شيئاً من عبير أنفاسك
عندما أرى أطيار الخمائل توقفت عن تغريدها
وأنصطت قد طُربت أرواحها قبل عقولها
أعلم يا حبيبتي أنها سمعت بعضاً من كلماتك
عندما أرى السلافة قد ثملت وأقسمت أن لا تسكر أحداً بعد يومها هذا
أعلم أن بضعاً من قطرات رضابك قد تساقطت في خوابيها
عندما أرى حور الجنان قد اصطفت جوارٍ حول سرير ملاك ضياء وجهه يملأ الأرجاء
أعلم ياحبيبتي أنك ذاك الملاك النائم
نعم يا حبيبتي
أنت من أفل البدر خجلاً من جمالك
أنت أنخت الجمال في بلاطه
أنت من أثملت الأزهار من عبير أنفاسك
أنت من أطربت الأطيار ببعض من كلماتك
أنت من جمعتِ برضابك كل سر السلاف
أنت من وقفت لك حور الجنان جوارٍ
أنت ياحبيبتي فقط من جمعت كلَ أسرار الجمال والسحر