قرأت في قصيدة أُستاذنا الدكتور سمير العمري قوله (يا صاحب الطلعة الغراء) وقلت لصديقي محمد ذيب سليمان تستحقه بجدارة ولكنك تستحقه باقتدار لو قُلبت الطاء صاداً وضحك وقال أنت أول من يذكر صلعتي وكانه نسي أن أبا حسام أول من ذكرها توريةً
فكتبت هذه الأبيات محبةً واحتفاء بالأضواء علماً بأن المحاق مبتدأ أطوار القمر ومنتهاها والمحاق هو غياب القمر وراء الشمس وتواريه في الظل.وسمي بالمحاق لانمحاق نوره واختفائه لأن الهلال في القصيدة هو بقية الشعر في مؤخرة الرأس (أسود) والحَرّة هي في الأصل معادن وحمم سائلة أخرجتها الأرض من جوفها الى السطح ثم تغير شكلها مع تقادم الزمن
ولتقبلوا القصيدة على علاّتها فقد كُتبت في صحراء قاحلة وقد جف المِداد
تيممَ الشَعرُ في بيداء حرّتِهِ وكبّر الجدبُ في صحراءِ غُرتِهِ تلألأت كفنارٍ للنُهى فبدت بيضاء تؤنسُهُ في ليلِ وحشتِهِ لم يبقِ جذعاً على سفحٍ لتقرأ في آثارِ طلعتِهِ أضواءَ صلعتِهِ لله درك يا ذا الصلعتين فقد أبقى لكلِ (اصطلاعٍ) شعرَ لحيتِهِ ترى هلالاً محاقاً فوقهُ قمرٌ فلتعجبوا من هلالٍ حول قُمرتِهِ وقد تفتّقَ عن فكرٍ يعتِّقُهُ بدنِ صبوتِهِ في قبوِ قبّتِهِ يفيضُ عذباً فما انقى قريحتهُ بسلسلٍ أثملَ الدنيا بخمرتِهِ يحبُ صبّاً فما أزكى صبابتهُ وكم أصابَ وكم أغوى بعفّتِهِ فكم يخبئُ في تنورِ لهفتِهِ وكم تضوّعَ في أطيابِ جمرتِهِ وكم يعبئُ من طاقاتِ فطنتِهِ بمخبأِ المكرِ في سردابِ قُحفتِهِ