|
لِسانُ الشَّام |
أَهُوَ القَصِيدُ هُنا أعَلَّ الذّاكِرَةْ |
حَرَثَت مَيادِينَ التَّراشُقِ أَحرُفِي |
وَوَقَفتُ فِي جَنَبَاتِ غَدرِكَ حَائِرَةْ |
أَبكِي لِعَجزِ الرَّدِّ بَينَ أَنَامِلِي |
وَالرُّوحُ بِالآهِ المَرِيرَةِ زَافِرَةْ |
تَستَنطِقُ الصَّمتَ الخَؤُونَ بِخَافِقِي |
أَأَنا أَنَا؟ فَعَلامَ أُذعِنُ صَاغِرَةْ؟ |
وَعَلامَ يَستَعِرُ الحَرِيقُ بِأَضْلُعِي |
وَالخِنجَرُ المَسمُومُ طَيَّ الخَاصِرَةْ |
رَهَبًا دَفَنتُ بَنِيَّ بِي، وَأُقِيمُهُمْ |
رَهَقًا، وَأَستَحيِي قُوَايَ الخَائِرَةْ |
تَرنُو لِفَجرٍ فَرَّ يَقْصُدُ خَاطِري |
وَدُرُوبُ بَطشِكَ بِالبَلايا زاخِرَةْ |
وتلَملِمُ الوَجَعَ المُقيمَ بِمُهجَتِي |
لِتُقِيلَ عَثْرِي مِن جَحيمِ الهاجِرَةْ |
فَأَبيِعُ نُطقِيَ إِنْ أَهَلَّ وَأَحْرُفِي |
لِطُيورِ ذُعرٍ فِي القُلوبِ مُهَاجِرَةْ |
وَأُكَتِّمُ الحَسَراتِ تَلْفِظُنِي الأَنا |
وَتَعافُني مَكْلومَةً وَمُحاذِرَةْ |
وَأَصُدُّ رَدّي إنْ هَمَى بِالحَرفِ فِي |
نَسَماتِ شِعرِ حُرَّةٍ وَمُخَاطِرَةْ |
تَهْمِي عَليَّ مَعَ الدُّمُوعِ الآهُ مِنْ |
وَدَقِ الغُيومِ مَعَ الهُمُومِ مُسَافِرَةْ |
وَأَنا الَّتِي كُنتُ الأَعَزَّ قَبِيلَةً |
وَبِقَبضَةِ الغَضَبِ المُرِيبِ مُجَاهِرَةْ |
تَمضِي لِأَعلى الرَّاسِياتِ فَوَارِسِي |
لِتُقِيمَ صَرحَ المَجدِ تَبني الحَاضِرَةْ |
وَأَنَا العَزِيزَةُ وَالِإباَءُ ذَخِيرَتِي |
فَيحَاءُ سَيِّدَةُ البَهَاءِ العَامِرَةْ |
وَأَتَيتَ أَنتَ لِتَستَبيحَ أَصَالَتي |
بِيَدٍ بأَلوانِ بِالفَسَادِ مُتَاجِرَةْ |
وَرَسَمْتَ بِالدَّمِ حَاضِري وَسَلَبتَنِي |
مَجدِي، فَعِشتُ عَلَى الجِراحِ مُكَابِرَةْ |
وَأُصَارِعُ اليَّومَ احْتِضَارًا دَامِيًا |
وَخُيولُ نَصرِي بِالمَنَايا عاثِرَةْ |
فلَقَد كَلَلْتُ مِنَ المُنَى فِي طَارِفِي |
وَغدا تَلِيدُ العِزِّ وَهْمَ مُغَامِرَةْ |
لكنَّمَا عَبَثًا تُطِيعُ لَوَاعِجِي |
نَارُ احتِرَاقِي لِانعِتاقٍ صَائِرَةْ |
يا مَنْ سَرَقتَ الفَجرَ مِنْ أَيّامِنا |
عَينُ الإِلَهِ لِشَرِّ صُنعِكَ نَاظِرَةْ |
مَا عَادَ غُولُك مُفْزِعًا فَانظُرْ لِمَا |
سَيُرِيكَ مَنْ فَقَأَتْ يَدَاكَ نَوَاظِرَهْ |
وَتَجَنَّبِ التَّهْدِيدَ زَادُ صُمُودِنَا |
يَا غِرُّ، وَاصمُتْ إِنَّ حَربَكَ خَاسِرَةْ |
وَاجهَدْ لِتَعرِفَ مَا سَيَأتِي في غَدٍ |
وَاقرَأْ سُطُورَ الظُّلمِ تَعرِفْ آخِرَهْ |
إِنْ يُزمَعِ الشَّعبُ الحَيَاةَ يَفُزْ بِهَا |
أَوَمَا عَلِمتَ بِمَا جَرَى فِي القَاهِرَةْ! |
هَبَّ الأُبَاةُ وَأَعلَنُوهَا صَحْوَةً |
قَامَتْ عَلَى البَاغِي تُقَوْلِبُ حَاضِرَهْ |
وَمَحَتْ زَمَانَ الذُّلِّ مِنْ صَفَحَاتِها |
بِيَمِينِ إِيمَانِ الجُمُوعِ الثَّائِرَةْ |
وَأنَا رَفَعتُ بِوَجهِ ظُلمِكَ غَضْبَتِي |
تَطَأُ التّجَنِّي بالنِّعَال الصَّابِرةْ |
دَوَّنتُ فِي سِفرِ المَظَالِمِ ثَورَتِي |
تَرْمِي الرُّؤوسَ الخَاوِيَاتِ الفَاجِرَةْ |
وَأَقَمتُنِي وَبَنيّ شَامَ كَرَامَةٍ |
سَتَدُقُّ عُنقَ الظُّلمِ تُعلِنُ آخِرَهْ |
دَارَتْ دِوَائِرُنَا فَكَانَ زَمَانُكُمْ |
وَغَدًا عَلَى البَاغِي تَدُورُ الدَائِرةْ |