|
برقَ اللهيبُ وعربدَ الزلزالُ |
وارتجتْ الأوصالُ والأجبالُ |
واهتزَّ جرمُ الأرضِ حينَ تكلمتْ |
بشهيدنا وحزامِه الأنفالُ |
قذفَ الشهيدُ على العِدا جمرَ الأسى |
لهباً تَخِرُّ لبطشهِ الأقيال |
لهباً يذيقُ البغيَ لسعَ حِمَامِهِ |
وتئنُّ تحتَ زفيرِهِ الأنْذَالُ |
فترى اليهودَ على الرصيفِ كأنهمْ |
أعجازُ نخلٍ مالها أوصَالُ |
يا أيُّها البطلُ المُطِلُّ على العِدا |
سلمتْ يمينُكَ أيُّها النَزَّالُ |
أقدمتَ تقتحمُ الصفوفَ مُكَبِّرًا |
لا يعتريكَ الخوفُ والإجْفَالُ |
سطّرْتَ منْ دمكَ الطهورِ قصيدةً |
مسموعةً وعزيفُهَا الزلزالُ |
وحروفُها جمرُ الغضا متوقدٌ |
يشوي الحشا وبيانُها الإيغالُ |
ومدادُها سيلُ الدماءِ إذا جرتْ |
وظلالُها التخطيطُ والأفْعَالُ |
ونشيجُها عزفُ الرصاصِ مدَوّياً |
وبديعُها التقتيل والإقبالُ |
إقبالُ نفسٍ عانقتْ أرضَ الهُدَى |
حباً وأحبابُ الهُدَى الأبْطَالُ |
رسَمَتْ بأشلاءِ الحثالةِ صورةً |
فنيةً تَزْهو بها الأَجْيَالُ |
تَشْفِي صدورَ المؤمنينَ بِربِّهمْ |
فتزغردُ الأشعارُ والأزْجَالُ |
وتغيضُ أفئدةَ الذينَ تخَاذَلُوا |
إنَّ القرودَ تُغِيضُهَا الأشْبَالُ |
أفسدتَ خارِطةَ الطريقِ فما لنَا |
بعدَ الخريطةِ ملجأٌ ومآلُ |
أكفرتَ بالرمزِ الجديدِ ونُصْبهِ |
ذاكَ الوضيعُ الُ الزَبَّالُ |
رمزُ التخاذلِ والتذللِ والخَنَا |
ذاكَ اللئيمُ الُ الدَجّالُ |
كمْ ضَيّعُوا باسمِ السلامِ فضيلةً |
لمَّا اعْتَرَاهمْ بالسلامِ خَبَالُ |
مَدُّوا إلى المحتلِ كلَّ وسيلةٍ |
رخْصًا وقالَ المرجفونَ: نِضَالُ |
فهوتْ بهمْ سفنُ النجاةِ وقُطِّعَتْ |
بِهِمُ الغداةَ وسائطٌ وحِبَالُ |
إلا القذائفَ والصواعقَ واللظى |
ليلاً تَدُكُّ حصونَهمْ وتَطَالُ |
لتمرغَ الوجهَ البغيضَ على الثَرَى |
تعلوهُ بعدَ الذِّلَةِ الأوْحَالُ |
حُيّيتَ يا بطلاً تأَلَّقَ وجْهُهُ |
كالبدرِ يغمرُ جانبيهِ جَمَالُ |
تختالُ كالجبلِ الأشَمِّ على الذُرَى |
عِزاً ويعلُو صفحتيْكَ جَلالُ |
والكِبْرُ محمودٌ بساحاتِ الوغَى |
إنَّ العزيزَ على العِدَا يَخْتَالُ |
هذي الكتائبُ يا يهودُ إذا رمتْ |
حصنَ البغاةِ فعصفُهَا قتَّالُ |
والرعبُ يمشي في ركابِ شهيدِها |
ويكونُ تحتَ حِزَامِهِ الزِّلْزَالُ |
في وكْرِهَا تحيا النسورُ أبيةً |
ويسيرُ تحتَ لوائِها الأبْطَالُ |
ينمو على حبِّ الجنانِ شبابُهَا |
وتشبُّ في رهجِ الوغَى الأطفالُ |
تأتيكَ كالفَلَقِ المنيرِ وعودُها |
وعلى يدَيْهَا تُعْقَدُ الآمالُ |
صارَ اسْمُهَا رمزَ البطولةِ والفِدَا |
وأسودُها ضُرِبَتْ بِهَا الأمْثَالُ |
تهوي لهيبتِهَا الجَبَابِرُ سُجَّداً |
ويُنَكَّسُ الطاغوتُ والتِمْثَالُ |
بدمائِها تحيَا الزهورُ نديةً |
وبِرُوحِها تتجددُ الأطْلالُ |