|
رحّالةٌ عبرَ الدنا بحّارُ![](clear.gif) |
عَجمتْ صلادةَ عُودِه الأخطارُ |
فدعِ الجزيرةَ لا تهزَّ قناتَها![](clear.gif) |
فعلى لساني تُنقَل الأخبارُ |
جُلُّ الحقائقِ والغرائبِ سُقتُها![](clear.gif) |
فاظفرْ بكلِّ عجيبةٍ تُشتارُ |
إنْ عَزّتْ الأنباءُ قِستُ بمثلِها![](clear.gif) |
إن القياسَ لذي الحجا مِعيارُ |
وإذا أضاءت فكرةٌ وتولّدتْ![](clear.gif) |
فلطالما تتولّد الأفكارُ |
فإليك من سفَري مقالةَ عالِمٍ![](clear.gif) |
فالعلمُ قد جادت به الأسفارُ: |
الليلُ ليلٌ والنهارُ نهارُ![](clear.gif) |
في كلِّ يومٍ دورةٌ ومسارُ |
والشمسُ واحدةٌ وقيلَ تعدّدتْ![](clear.gif) |
قمرٌ هنا وهنالكم أقمارُ |
فلَكٌ من الأفلاكِ غُصَّ بأنجمٍ![](clear.gif) |
ولكلِّ نجمٍ في السماءِ مدارُ |
وكواكبٌ عبر الأثيرِ تناثرتْ![](clear.gif) |
بل للكواكبِ في الأثيرِ نِثارُ |
لكنها يا قومُ قاعٌ صفصفٌ![](clear.gif) |
تخلو من الحيوانِ فهْي قفارُ |
إلا مرابعُ كوكبٍ مُخضَوضرٍ![](clear.gif) |
لا غروَ فيه فواكهٌ وخُضارُ |
فالأرضُ أرضٌ والورى سكنوا بها![](clear.gif) |
ومن الورى في الأرضِ تُسكَنُ دارُ |
والبحرُ يزخرُ بالمياهِ عبابُهُ![](clear.gif) |
وسواه تزخرُ بالمياهِ بحارُ |
وإذا رأيتَ النهرَ يجري ها هنا![](clear.gif) |
فهناك أيضاً قد جرتْ أنهارُ |
والناسُ تسعى مثلَ نملٍ زاحفٍ![](clear.gif) |
والنملُ من سعيِ الورى مُحتارُ |
لكُم الأديمُ بظاهرٍ ولنا الثرى![](clear.gif) |
في بطنِه من موتِكم نمتارُ |
ورأيتُ في أرضِ العجائبِ أمّةً![](clear.gif) |
تشكو الجفافَ وغيثُها مِدرارُ |
ما في الصوامعِ والسنابلِ حبةٌ![](clear.gif) |
من حنطةٍ يرنو إليها فارُ |
فسهولُها بُورٌ وما من زارعٍ![](clear.gif) |
والأرضُ من غيرِ البِذارِ بوارُ |
دوماً على بابِ العزيزِ تذللاً![](clear.gif) |
أطعمْ قِطاطَك أيها الجزارُ |
مالٌ يفيضُ على خزائنِ طُغمةٍ![](clear.gif) |
حكمتْ وفي باقي الورى قَتّارُ |
تختالُ في لِبسِ الشفوفِ عِصابةٌ![](clear.gif) |
وكساءُ أغلبِ شعبهم أطمارُ |
للهِ كم فيهم يُرى مستعبَدٌ![](clear.gif) |
والأصلُ أن جميعَهم أحرارُ |
والعبدُ حُرٌّ في قرارةِ نفسِه![](clear.gif) |
لكنما عازَ العبيدَ قرارُ |
مَوْرٌ بقلبٍ كاظمٍ حِممَ الحشا![](clear.gif) |
قد يُشعلُ القهرَ الكظيمَ شَرارُ |
عُودُ الثقابِ فتىً عزيزيٌّ رمى![](clear.gif) |
في النفطِ سقْطاً فاستطارتْ نارُ |
في كلِّ قُطرٍ قام جمعٌ حاشدٌ![](clear.gif) |
أم أنها تتحشّد الأقطارُ |
ويقالُ في كلِّ المدائنِ ثورةٌ![](clear.gif) |
عجباً لهذا الشعبِ كيف يُثارُ |
أتراه مَلَّ رئيسَه كفراً به؟![](clear.gif) |
هم لا محالةَ عنده كفارُ |
سبحان مَن هو دائمٌ في عرشِه![](clear.gif) |
سبحانك اللهم يا قهارُ |
كم طال عَقدُ نِكاحِه في شعبِه![](clear.gif) |
والعُرْفُ أنّ نكاحَه مِسيارُ |
ما لي أعاينُ في الشوارعِ زحمةً؟![](clear.gif) |
لا شكَّ عندي أنهم ثوّارُ |
وسمعتُ أن النارَ تُطلق صوبَهم![](clear.gif) |
أو ربما في الجوِّ تُطلق نارُ |
صدئتْ بنادقُه فجرَّب زندَها![](clear.gif) |
وأمامَ زحفِ عدوِّنا فرّارُ |
ويحي أقلتُ عدوُّنا؟ بل جارُنا![](clear.gif) |
فسموءلٌ جاري ونعم الجارُ |
تأبى المروءةُ أن نبخِّسَ حقَّه![](clear.gif) |
ولديه عِرضٌ صانَه وذمارُ |
وأراه يقتل واحداً لغدائه![](clear.gif) |
والعُرْبُ فيهم حاتمٌ مِنحارُ |
يا ديرةً سُلبتْ بكفِّ سموءلٍ![](clear.gif) |
يا ليتها للسالبينَ ديارُ |
حسبي هنا فقد اقترفتُ محرَّماً![](clear.gif) |
ولربما تودي بيَ الأوزارُ |
قل للرقيبِ شهادتي مجروحةٌ![](clear.gif) |
فالعقلُ مُختلٌّ ولي أعذارُ |
وهلمّ للأشعارِ نُنهي عِقدَها![](clear.gif) |
فقد انتهيتُ وها هي الأشعارُ |
فتعالَ نكشفْ سرَّ ما أوردتُه![](clear.gif) |
فالآنَ قد تتكشّفُ الأسرارُ |
أكشفتَهُ؟هذا الهراءُ بعينِه![](clear.gif) |
والهذْرُ حين يسوقُه مِهذارُ!. |
.![](clear.gif) |
![](clear.gif) |