|
إنَّ الكـلابَ علـى ردفيْـكَ يـا وطنـي |
“تنافخَتْ شرفـاً”.. فـي السـرِّ والعَلـنِ |
تقـودُ ثورتَـكَ الكبـرى علـى سُــرُرٍ |
مَمـدودةٍ مِـن بَنيغـازي إلـى عَــدَنِ |
فلمْ يعُدْ فـي ملاهـي الليـلِ مِـنْ سِعَـةٍ |
وحارسُ الوكـرِ أضحـى غيـرُ مؤتمَـنِ |
وكـيـفَ تكـسـدُ أجـسـادٌ وأفـئـدةٌ |
وفي الميادينِ مـا يكفـي مِـنَ الـدرَنِ؟ |
فبيـنَ ميـلٍ ومـيـلٍ ألــفُ ناصـيـة |
وألـفُ ذئـبٍ تـوارى خلـفَ مُحتَـقـنِ |
وفـي الزواريـبِ مـا تشتاقُـهُ شَـفَـةٌ |
ومـا يُـروِّي سعـارَ القلـبِ والـبَـدَنِ |
حتـى النُبـاحُ لـهُ فـي أرضِنـا ثمـنٌ |
إلاّ العروبـةُ قـد بِيْعَـتْ بِــلا ثـمَـنِ |
أوّاهُ يـا أُمَّـةَ الأمجـادِ كـمْ سُحِـقَـتْ |
أرواحُنا فـي دَياجـي الجـورِ والمِحَـنِ |
شريـعـةُ البَـصْـم قــرآنٌ تُرتِّـلُـهُ |
كلُّ الدراويـشِ فـي الأريـافِ والمُـدُنِ |
ولـحْـسُ أحـذيـةِ الحُـكّـامِ نافِـلـةٌ |
تَستدرِجُ الأصفـرَ المَعبـودَ فـي زمنـي |
أوَّاهُ يـا أمَّـتـي يَستافُـنـي وَجَـعـي |
وتنتشـي مـن دَمـي أنيـابُ مُرتَـهَـنِ |
كانوا دُمىً في أيادي الغَـرْبِ.. فانتعلـوا |
كـلَّ الشعـوبِ ولُـفَّ الحُـرُّ بالكـفَـنِ |
وحَوْلَهُـم جَوقـةُ الخصيـانِ تطربُـهـم |
بِشَدْوِهـا.. ويفـوحُ الشِـعْـرُ بالعَـفَـنِ |
وبَيْـنَ راقـصـةٍ جـذلـى ورِقْصَتِـهـا |
تنـداحُ ”اللهُ” مِــنْ أشــداقِ مُفْتَـتَـنِ |
واليومَ صِرنـا دُمـىً تلهـو بنـا عَلَنـاً |
“كونـدي” وتُسْلِمُنـا للـذبْـحِ كالـظـأنِ |
تُثَـوِّرُ الأرضَ لـو شـاءتْ.. وتزرعُنـا |
في مِفرقِ الريـحِ أو فـي جُبَّـةِ الوَثَـنِ |
وتفـرشُ البحـرَ بالأوهـامِ.. تندَهـنُـا |
فنستجيـبُ.. ونمضـي دونمـا سُـفُـنِ |
ما بينَ كـافٍ ونُـونٍ أمرُهـا.. وعلـى |
فوضَـى أصابِعِهـا طاحـونـةُ الفِـتَـنِ |
أوَّاهُ يـا وَطَنـي.. مَنْـفـايَ مُرْتَـحِـلٌ |
قُلْ لـي بِرَبِّـكَ أيْـنَ الآنَ يَأْخُذُنـي..؟! |
أبكي عَلَيْـكَ.. ومِلْـحُ الدَّمْـعِ يَصْفَعُنـي |
ِبوِحْـدَتـي.. ولهـيـبُ الآهِ يُحْرِقُـنـي |
سِتُّونَ مَنْفـىً.. وهـذا الحُـبُّ مُخْتَـرَقٌ |
وغُرْبَتـي يـا حَبيـبَ الـروحِ تَقْتُلُنـي |
تَضيقُ كُـلُّ دُروبِ الأرْضِ إنْ صَدَحَـتْ |
(بَارودَتي).. ويُـدَسُّ السُّـمُّ فـي اللَّبَـنِ |
باعُـوكَ واحْتَضَنـوا أشْـلاءَ خَارِطَتـي |
وحَاصَروني.. فَصَارَتْ خَيْمَتي وَطَني..!؟ |
وعنْدَما أحْكَموا خَنْـقَ الضُّحـىَ عَبَـروا |
إلـى العِـراقِ وصـار الذَّبْـحُ كالسُّنَـنِ |
فَشَـرَّدوا أهْـلَـهُ واسْتَعْـذَبُـوا دَمَــهُ |
حتىَ غَـدا وهَنًـا يَسْـري إلـى وَهَـنِ |
جُحُوشُ كِسْرىَ وكَلْبِ الـرُّومِ فـي فَـرَحٍ |
ودِجْلَةُ الخَيْرِ فـي هَـمٍّ وفـي حَـزَنِ..!! |
باعُوا الضَّمائِـرَ باسْـمِ الدِّيـنِ وانْتَهَكـوا |
عِرْضَ الحُسَيْنِ.. وعَبُّوا مِنْ دَمِ الحَسَنِ..!! |
أبْكي على رَمْلَةٍ فـي اللِّـدِّ كَـمْ حَلُمَـتْ |
دَهْـراً بِمُعْتَصِـمٍ حُـرٍّ وذي يَــزَنِ..!! |
أبْكي علـى مَوْعِـدٍ مـا عـادَ يَنْطُرُنـا |
في مَفْرِقِ القُدْسِ أو في جَنَّـةٍ عَـدَنِ..!! |
أوَّاهُ يـا شاطِـئَ الأحـزانِ كَـمْ نَزَفَـتْ |
جِراحُنـا.. كَـمْ بَكَـتْ قيثـارَةُ الشَّجَـنِ |
أفْتىَ الذَّليـلُ بِبَـدْءِ الذَّبْـحِ.. فاجَتَمَعَـتْ |
كُـلُّ الذِّئـابِ و(دُودُ الخَـلِّ) أسْلَمَـني |
فأحْرَقـوا الهَـدْيَ والقُـرْآنَ واحْتَفَـظـوا |
بـ ”أَحْسِنوا الذَّبْحَ”.. وانْهالوا عَلَى الحُصُـنِ |
عَــلاَ الصَّلـيـبُ ونَادَتْـنـا مَآذِنُـنَـا |
والمُسْلِمُـونَ بِــلاَ عَـيْـنٍ ولاَ أُذُنِ..!! |
لا خَيْـرَ فـي أُمَّـةٍ يُفْتـي لَهَـا خَـرِفٌ |
ونَاعِـقٌ أغْــرَقَ التِّلْـفـازَ بـالـدَّرَنِ |
اليَوْمَ سِيقَتْ إلـى الأحْـلافِ فـي دَعَـةٍ |
طَرابُلُسْ فاسَألوا (موسى) عَنِ الثَّمَـنِ..!! |
وصَدِّقـوهُ إذا مــا قــال مُبْتَهِـجـاً: |
سَوَّقْتُ للغَرْبِ عِرْضَ الشَّـامِ واليَمَـنِ..!؟ |
آهٍ فِلَسْطيـنُ عِيـلَ الصَّبْـرُ وانْكَسَـرَتْ |
كُلُّ المَرايـا.. وغَـصَّ القَلْـبُ بالدَّخَـنِ |
تَداوَلَـتْ كَأسَـكِ المَسْمـومَ خارطـتـي |
وعَشَّـشَ السُـمُّ فـي الأنْفـاسِ والبَـدَنِ |
فـي كُـلِّ زَاوِيَــةٍ جُــرْحٌ وثَاكِـلَـةٌ |
غِيلَتْ أَمَـانٍ.. وصـارَتْ جَنْتـي كَفَنـي |
مَسَاكِبُ الدَّمْعِ قَـدْ جَفَّـتْ ومَـا عَبَـرَتْ |
إلـى التِّـلالِ ريـاحٌ تَشْتَهـي مُـزُنـي |
وعَرْبَـدَ اليَـأْسُ فـي عَيْنَيْـكِ غاليَتـي |
وسَرْطَنَ الفِكْرَ.. ماذا بَعْـدُ يـا وَطَنـي؟ |
عَرِّبْ تُرابي.. وهُـزَّ السَّيْـفَ فـي ثِقَـةٍ |
أو انْدَحِـرْ.. واتْـرُكِ المَيْـدانَ للفِـتَـنِ |
جيجل/الجزائـر فـي: 23-03-2011م |
شــعــر: عــــدي شــتــات |