|
يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ |
ومَرَّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ |
يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِياً |
نفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ |
إنى إِذا خُلَّةُ ضَنَّتْ بِنَائِلِها |
وأَمْسكَتْ بضعيفِ الوصلِ أَحذَاقِ |
نَجوْتُ منها نَجائي مِن بَجِيلةَ إِذْ |
أَلْقَيْتُ ليلةَ خَبْتِ الرَّهِط أَرواقى |
ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ |
بِالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ |
كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصًّا قَوادِمُهُ |
أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذى شَثٍّ وطُبَّاقِ |
لا شيءَ أَسْرَعُ مِنَّي ليس ذا عُذَرٍ |
وذا جَناحٍ ِبجنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ |
حتى نَجَوتُ ولمَّا ينْزِعُوا سَلَبي |
بِوَالِهِ مِن قَبِيض الشَّدِّ غّيْدَاقِ |
ولا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَتْ |
يا وَيحَ نفسيَ مِن شوقٍ وإِشْفاقِ |
لكنَّما عَوَلِي إِنْ كنْتُ ذا عَوَلٍ |
علَى بَصيرٍ بِكَسبِ الحمدِ سَبَّاقِ |
سَبَّاقِ غاياتِ مَجدٍ في عَشِيرَته |
مُرَجِّعِ الصَّوتِ هَدَّا بينَ أَرْفَاقِ |
عارِى الظَّنَابِيبِ، مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ |
مِدْلاجِ أَدْهَمَ وَاهِي الماءِ غَسَّاقِ |
حَمَّالِ أَلويةٍ، شَهَّاِد أَندِيةٍ |
قَوَّالِ مُحْكَمَةٍ، جَوَّابِ آفاقِ |
فَذَاكَ هَمِّي وغَزْوى أَسْتَغِيثُ به |
إذا استَغَثْتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ |
كالحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ له: |
ذُو ثَلَّتَيْنِ وذُو بَهْمٍ وأَرباقِ |
وقُلَّةٍ كَسِنَانِ الرُّمْحِ بارزَةٍ |
ضَحْيَانَةٍ في شُهورِ الصَّيفِ مِحرَاقِ |
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وما كَسِلُوا |
حتَّى نَميْتُ إِليها بَعدَ إِشْراقِ |
لا شيءَ في رَيْدِها إِلاَّ نَعَامَتُهَا |
منهَا هَزيمٌ ومنها قائمٌ باقِ |
بِشَرْثَةٍ خَلَقٍ يُوقَى البَنَانُ بها |
شددتُ فيها سَرِيحاً بعدَ إِطْرَاقِ |
بَلْ من لِعَذَّالةٍ خَذَّالةٍ أَشِبٍ |
حَرَّقَ باللَّوم جِلدي أَيَّ تَحْرَاقِ |
يقولُ أَهلكْتَ مالاً لَّو قَنِعْتَ به |
مِن ثَوبِ صِدْقٍ ومن بَزٍّ وأَعلاقِ |
عاذِلَتي إِنَّ بعضَ اللَّومِ مَعْنَفَةٌ |
وهَلْ متاعٌ وإِنْ أَبقيْتُهُ باقِ |
إِني زَعِيمٌ لئن لم تتركُوا عَذَلي |
أَنْ يَسْأَلَ الحيُّ عنِّي أَهلَ آفاقِ |
أَن يَسْأَلَ القومُ عني أَهلَ مَعْرِفَةٍ |
فلا يُخبِّرُهُمْ عن ثابتٍ لاَقِ |
سَدِّدْ خِلاَلَكَ من مالٍ تُجَمِّعُهُ |
حتَّى تُلاَقِي الذي كلُّ امرىءٍ لاقِ |
لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ من نَدَمٍ |
إِذا تذكرتَ يوماً بعضَ أَخلاقي |