|
يامن علِمتَ سرائري وخفائي |
ورأيتَ خفقَ النّبضِ في أحشائي |
وسمِعتَ ما أنوي أبثُّ وقبلما |
يأتيكَ صوتي أونحيبَ دُعائي |
ربّي أتيتُكَ كالصّغيرِ بعبرةٍ |
سكنت بعيني بعد طولِ شقائي |
ربّاهُ روحي بالذُّنوبِ تدثّرت |
وتضمّختْ بخبائثِ الإغراءِ |
ومشاعري ولغت بكُلِّ رزيّةٍ |
وشِغاف قلبي شُرِّبتْ بعناءِ |
زانت ليَ الدُّنيا ودندنَ خافقي |
وسريتُ أتبعُ زهرةَ الأهواءِ |
وبلغتُ شأواً في المعاصي دونما |
أيُّ انتباهٍ للجزاءِ ورائي |
أهذي بقلبٍ لم يُعِبْ لذنوبِهِ |
ملأ المتونَ بجُملةِ الأخطاءِ |
حتّى أفقتُ بذاتِ يومٍ فجأةً |
وتمثّلتْ عيني نِكالَ جزائي |
ونظرتُ حيناً للكتابِ وهالني |
ماذا لديَّ من التّقى لِنَجائي |
وبكيتُ رُعباً واستعذْتُ من الهوى |
وركضتُ نحوكَ كي أُعيدَ ولائي |
ربّي رفعتُ إلى مقامِكَ ذلّتي |
ووقفتُ بين يديْكَ با لأعباءِ |
إنّي خشيتُ إذا نهضتُ من الثّرى |
وعلى أديمي نكوةُ البلواءِ |
وأتيتُ نحوكَ لافِضالَ ولا رِضا |
يوم الحِسابِ وقد كشفتَ غِطائي |
وبدت ذنوبي للصّراطِ تجرّني |
نحو الجحيم أُدَلُّ كالبؤساءِ |
وتفرّقَ الأهلونَ عنّي حينها |
شُغِلوا جميعاً أينَ هُمْ نُدَمائي |
خضعوا جميعا للّذي ملك العُلا |
ملكُ الملوكِ وقاهرِ العُظماءِ |
كُلُّ النُّفوسِ تشاغلتْ بحسابِها |
كُلٌّ يريدُ يحفّهُ بعطاءِ |
ربّاهُ عبدُكَ وابنُ عبدِكَ قد أتى |
بخضوعِهِ وبتوبةٍ ونداءِ |
فامنح لِعَبْدِكَ من جنابِكَ رحمَةً |
واغفرْ لِعبدٍ شاخَ في الأرزاءِ |
ركض الحياةَ مُشمِّراً لذنوبِهِ |
كالرّيحِ يمخُرُ سائرَ الأرجاءِ |
في غفلةٍ نقضَ المماتُ لنفسِهِ |
رُفِعَتْ إليكَ تعنُّ نحو سخاءِ |
ونأتْ بهِ تلك الحياةُ لِحُفْرةٍ |
فجثا وحيداً في انتظارِ قضاءِ |