على ضفاف الجوعْ
جلست طاوياً
أعالج الأرق
خرجت من أسماليَ الباليةْ
ألقيتها على حجرْ
ثم انتصبت عاريا
ورحت أرقب الجموعْ
السائرين للأبد ْ
على ظهور الإنحناء في كبدْ
يؤمهم خوف وجوع
لا يلوح لهم أفقْ
***
وعند هيعة الغروب
تجشأ الشلال من علٍ
مُبَرّزاً كأنه ذئبٌ أزل ّ
يقبل الخطايا
ويرشف الذنوب
كأن في أحشائه غُلالة ذوتْ
فراح يعدو في مَهَامِه الردي
ولم يزل
يقلب البيداءَ بحثاً عن ثَمَدْ
كي يشرب الشهد المُصفّى مترعا ً
من بين فرثي ودمي
ويلعق الندى
ويتفلُ الزبَدْ
***
لمحته ..
يلوح من كلتا يديه مصرعي
يروم مسبحا معدا من كُريّات دمى
يريد كل ما معي .. وما معي
رهبته ...
هرولت في زواياي المحطمة
تركت كل ( ثروتي ) على الرمال
ولذت بالفرار....
واريت منه أضلعي ..
محاذرا أنيابه المطهمة
وكجنوح عبدٍ آبقٍ - ، دلفتُ أهذي عاريا
في قعر كهف من نَصَب
جلست فيه القرفصاء
يلفني سواد ليلتي
ويرزخ النهار فيه تحت أنقاض المساء
جلست أحثو لوعتي
وأمقت السبب . . .
***
تمدد المُثَار في سمائي الغائبة
يشدني . . . يهدني
كأنه متبل بكل صنف من أفاويه المحن . .
كأنه عَطَنْ
حاولت أن أرده ..أصده ..
أو أستثير - بانحنائي - وده..
لكنه وثن . .
****
فحلّ في بيت قصيدي وانتشي
وعند غرفة التفتيش جاء يرغي مُزْبِداً ومُرْعِداً
يجد في عدائي
ويحتذي دوائي
وسل منى مهجتي ومقلتي
و حطم اليراع
وشذب الذراع
ومزق اليدَ
وقبل أن يقرّ بين أضلعي
ويعتلى ردائي
سبني ...
... لأنني مازلت حيا .. عاريا !