تراتيل العشق
ــــــــــــــــــــ
إذا قالت يقوم الشعر
مُنتبهاً
يُرتِّلُ فى معانيها
و تهمس فى خواطرهِ
فيشرد فى ضواحيها
و قلب الشاعر المسكين
يحلم لو يدانيها
******
بعينيها يجىء الفجر
مثل الطفل حين يجىء
يضىء فراشها همساً
بنورٍ ناعمٍ و بطىء
تُرى لو طرف إصبعها
بليلٍ حالكٍ سيضىء
*****
إذا مرتْ على جسدى
أذاب الملحَ ماءُ النبعْ
أعود للحظة الميلاد
منتشياً بهذا الوضعْ
يظل الغيثُ مُنهمراً
على روحى ليالٍ سبعْ
*****
بغار الشعر يا أسماءُ
شاء العشق أنْ أصبأْ
و كل جوارحى بكرٌ
و قلبٌ بعدُ ما أخطأْ
أنا الأمىُّ فى لغة الغرامِ
فكيف لى أقرأْ ؟
*****
بشاطئك الرحيب أقمتُ
لا خوفٌ ولا أرقُ
و من شفتيك قَطْرُ الشعر
يعشق ضمَّهُ الورقُ
ففى عينيك يا أسما
يضيع الشاعرُ الوَثِقُ
****
أنا بينى وبين الحبِّ
جسرٌ فوق بحر الخوفْ
عليه أسير منفرداً
سأعبر دون صُحبة زيفْ
فلا كنتم لنا مطراً
و لا ظلاًّ بغيمةِ صيفْ
*****
على عتبات نهديها
خلعت قصائدى الأولى
و حين ارتبتُ قالت كنْ
تكنْ بالقلب موصولا
و عند الضمة الأولى
تهاوى الشعر مقتولا
*****
بطعم التوت يا أسما
و نكهةِ قبلة الأحباب
و رائحةِ اشتهاء الدفْء
وقت تجَمُّع الأصحاب
عرفتُ الحبَّ كيف ينامُ
طفلاً تحت ظلِّ كتاب
*****
قصور الشوق فى عينيك
تنتظر الفتى الأسمرْ
و لى فى الظل أغنيةٌ
بخمر حروفها أسكرْ
مضى بى العمرُ
و الأغلال أحْجيةٌ و لم تُكسرْ
******
بِوادى طهرك القدسىّ
آنستُ الهوى نارا
و حين تجلَّت الأنوارُ
خَرَّ القلبُ و انْهارا
خلعتُ مجاوباً جسدى
و ما أدركتُ إبصارا
*****
ستأخذنى إلى عينيكِ
ألف قصيدةٍ أخرى
لتتركنى بوادٍ غير ذى نومٍ
ولا ذكرى
و عند النظرة الأولى
أرى ينبوعكِ البِكرَا
*****
أنا انتِ التى كانت
و فيك المنتهى سيكونْ
و طعم الصرخة الأولى
و ثورة طفلكِ المكنونْ
أنا السر الذى استخفى
بكاف المُبتدى و النونْ
*****
على أعتابك الخضراءَ
قمتُ مُصلياً ناسِكْ
أنا المختارُ فى عينيكِ
ممزوجٌ بأنفاسِكْ
أنا النيل الطفولىُّ
الـ منابِعُهُ بإحساسِكْ
******
محمود السيد إسماعيل