ما الذي أوقع التعليم العربي في الهاوية؟

التعليم العربي بلا هدف واضح سوى إعداد طالب يتقن المهارات الأساسية في المادة المقولبة والمعدة بشكل لا يمكن لا للطالب ولا للمعلم أن يحيد عنها
وبلا استراتجية واضحة بل يقوم على ميكانيكية في الأداء تحكمها اللوائح والقوانين
و التي ربما سنها غير المتخصصين أيضا ليكمل تدهورنا إلى أعمق ما يكون في الهاوية

الحقيقة أن ميدان التربية والتعليم يحتاج إلى كثير من الحرية والإبداع، لكن بأهداف واضحة محددة. وتلكم معادلة تحتاج إلى خبراء لحلها. أما أن يصير التعليم سوقا تجارية يدخلها كل راغب في اكتناز الأموال، ومن لا تجمعه بهذا المجال صلة، فإن ذلك مما يزيد من تشتيت الأهداف ويجعل أمر التعليم بأيدٍ غير أمينة.
شكرا لك يا زهراء

السلام عليكم و رحمة الله
إن العلة التي أصابت التعليم في الدول العربية أختزل أسبابها في نقطة واحدة و هي فشل السياسات و منه الأنظمة .
فالمسؤول عن هذا القطاع يجب أن يكون قد مر بهذا القطاع و اشتغل فيه عبر كل مراحله حتى تتضح له الرؤية عند إجراء أي إصلاح أو عند ملاحظة أي فشل و لكن وزاراءنا و بكل أسف و نظرا لعدم تمكنهم من و إلمامهم بالتربويات وعلم النفس و التربية العامة و الخاصة يقومون بحلول ترقيعية متخذين من التلاميذ حقل تجارب ففشلت تلك التجارب و راح التقهقر ينخر مستوى أبنائنا حتى أصبح حامل ليسانس يتوجه للكاتب العمومي من أجل تحرير طلب علما أن هذا الكاتب لا يتمتع إلا بمستوى إعدادي.

إن العلة التي أصابت التعليم في الدول العربية أختزل أسبابها في نقطة واحدة و هي فشل السياسات و منه الأنظمة .

نعم أختي، هي أنظمة فاشلة ولذلك فسياساتها فاشلة، إذ الفاشل لا ينتج إلا الفشل. ونحن هنا نحاول تفصيل هذا الفشل، وترتيب أولويات الإصلاح.
بارك الله فيك

وإليك الآن بعضا مما يأتيك من أجوبة عن سبب انحطاط التعليم العربي واندحاره: ضعف الموارد البشرية، انعدام التكوين المستمر، اهتراء البنى التحتية وعدم كفاية الموجود منها، ضعف الميزانية المخصصة للقطاع، تردي أوضاع المُدرِّسين، استهداف التعليم العمومي، ضرب مجانية التعليم، افتقاد التخطيط على المدى البعيد، رداءة البرامج وتخلف المناهج...إلخ.
فأيُّ هذه العوامل هو سبب فشل المنظومة التربوية العربية؟ أم يا ترى يكون سبب الفشل العواملُ كلها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأيها يحظى بالأولوية؟ أو ما نسبة كل عامل في هذا الفشل الرهيب؟
تدُلُّنا المتابعة التاريخية منذ استقلال الدول العربية إلى يومنا هذا على تذبذب السياسة التعليمية وضياعها بين غايات متكاثرة، ومتضاربة أحيانا أُخَر، مما يضطرنا إلى الإقرار بأن أزمة التعليم العربي هي أزمة هوية؟ فهذا التعليم في بحث دائم عن هوية ما، ولا أدلَّ على ضياعه وتيهه من افتقاده لأي تخطيط عام يرنو إلى إحداث إصلاح حقيقي يجعل العرب في مصاف الدول الكبرى. بل إنه ليُخالجُنا الشك حقا في وعي المسؤولين بأهمية التعليم وأولوية الاستثمار في مجاله.

لا يحتاج الأمر إلى جُهد جهيد حتى يتبيَّن تخبُّط نظام التعليم العربي وافتقاده لسياسة واضحة، وأهداف بيِّنة وغايات معلومة، بقدر ما نحتاج إلى صفتين لازمتين: غيرة وجرأة. غيرة على قطاع هو ضامن هوية البلاد والعباد، وشرط نهضتها وعزها. وجرأة لرؤية الواقع كما هو دون تحريف أو تزييف، لمباشرة إصلاح حقيقي بمبادئ راسخة وغايات واضحة

لعل معضلتنا تبدأ من ضيق زاوية الرؤية، حيث سيرى كل سببا ينطلق فيه من تجربته الشخصية أو ملاحظته القائمة على تواصله مع من عانى معوقا ما، فتجده يسقط أسباب حقيقية وراء أزمة التعليم ويرفع ذلك السبب الذي قد لا يستحق في الواقع ذكره في خضم ما هو أهم، غير أنك وضعت مشرطك على بؤرة الورم ، فهي أزمة هوية يدلّ عليها افتقاده لتخطيط معني بتحقيق إصلاح يكفل للأمة العربية استعادة مكانتها وتحقيق ذاتها وكينونتها

ولن أعرج على ما ختمت به مقالتك ووجدته خير ختام لاقتباسي لأزعم أن الغيرة موجودة، فهي لم تصل بعد لضمائر الكبار القائمين على إدارة القطاع التعليمي والقادرين على وضع الخطط الفاعلة ومتابعة تنفيذها وضمان إيلاء توصيات المؤتمرات واللجان ما تستحق من عناية لتكون قاعدة لتخطيط هادف ومعني

مقالة بديعة بما حملت من وعي واهتمام حقيقي وانتماء صادق

لك فيض التحايا والإكبار

ودم والأمة بخير

ولن أعرج على ما ختمت به مقالتك ووجدته خير ختام لاقتباسي لأزعم أن الغيرة موجودة، فهي لم تصل بعد لضمائر الكبار القائمين على إدارة القطاع التعليمي والقادرين على وضع الخطط الفاعلة ومتابعة تنفيذها وضمان إيلاء توصيات المؤتمرات واللجان ما تستحق من عناية لتكون قاعدة لتخطيط هادف ومعني

وما أبعد هؤلاء القائمين عن معاني الغيرة والجرأة والانتماء الصادق!
بوركت أيتها الربيحة
ودامت لك المسرات.