|
أوّلُ الـغــيـثِ قــطـــرةٌ ... وتـــؤوبُ |
مـن صــدى الـروحِ تـسـتــقـيــك الـغــيــوبُ |
ويــلـوح الـمـدى شــآبـيـب عِـشــقٍ |
لا تـــطــيــق المُــحـــال فــهــو غــريـــــــبُ |
تــتــوالـــى بــرســمــه عـَــبــَــراتٌ |
يــنــثـر الــطـَـــــلَّ وحــيــَـــهـا ، والأديــــبُ |
لا تـني ، بل تُـمزّق الــصـمـت حـيرى |
وهـــي دَوحٌ - لــغــربــتـــي - وطــيـــوبُ |
أوّل الــغـيــث أن تــدور الـمـنــايــا |
يــتــنـــــادى قــريـــضـُــهــا الــمــكـــتـــوبُ |
تــَــهَــبُ الـلـيـل كـالحـشـا زفــراتٌ |
أيـــن مــنّــي رضـــابـُــــهــا الـمــوهــــوبُ ؟ |
يـا نــديــمـَ الـبُـكى نـعـيـتـك كـأسـا |
وســــلافـــا ربــيــعـــــــــه الــتــشــبـــيــبُ |
وعـلـى مـلـتــقـى الـحـنـيـن عـفـاءٌ |
وعــلى دربــــنــا الــطــويـــــل الـنـحــيــبُ |
قــد رأيــنــاك تــحــمـل الآه شـعـراً |
مـســتــغــيــثٌ بــمــقــلــتـيـك الـنـســــيـــبُ |
أوّل الـغـيـث مـن هــــواك تــبــــدى |
ولــعــلـّــــــــي - مـــتـــى أراك - أثــــوبُ |
ولــعـلــّــي بــمــا حـبـبـت أغـــالــي |
ولــعــلــّـــي عــلــــى الــشــــــفـــاه أذوبُ ! |
ذاك أنّـــي مُـــتـــيّـــمـٌ مـنـذ قــرنٍ |
وفـــؤادي - أخــا الـجـــــراح - مُـــنــيـــبُ |
غـيـرُ ســالٍ وإن تـــنـاءت طــلـولٌ |
أو .. رمــانـــي بـــــــلا حــيـــاءٍ كـــــذوبُ |
لــي خــلالٌ .. وحــكـمـة .. وهيامـٌ |
وضــمــيــرٌ مـــــــدى الـرشـــاد رقــــيــبُ |
يــا نــديــمـ الـبُـكى على مَ التلاقـي |
والـزمــان الـزمــان دومـــا كـــئــيـــبُ ؟ |
لـيـت مَـن لائــمــي بــغــيـر بــيــانٍ |
فــقــهـــوا أنّ الإفـــتـــقـــار عــصــيــبُ ! |
أنّ أفــكــارنــا نــفــائــس وجـــــــدٍ |
يــعــتــريــهــا مــن الـحــيـارى لـهــيــبُ |
فــأنـيـسـي مــن الـعـذول حـــزيــن |
وعــذولــــي مــــن الأنــيـــس طــــروبُ |
فــمـتى أشـــرقـت بـدور جـمــالــــي |
شـــفّـهـا مـن حـمى الـخـصـام غـروبُ |
أوّل الـغـيــث قــطــرة وازدهــــــاءٌ |
فــعــيـــونٌ مــــن الـغــيــــــوب تــــؤوبُ |