من بعض ما قال العراق
أقول مواجعي أم لا أقولُ
أأشرح أم سَيُلجمني الذهولُ
أأشكو والجميعُ يَرومُ ذبحي
لمن أشكو وكُلُّهُمُ نُصُولُ
وانْ أشكو فَمَنْ يُصْغي وفينا
جَميعُ الحاكمينَ هُمُ ذُيولُ
أُحاولُ أنْ أُفَسِّرَ ما اعتراني
فَيُعْجِزُني إلى لُغتي الدُخولُ
فما بي لا تُفَسِّرُهُ القوافي
تُفَسِّرُهُ الصماصِمُ والخُيولُ
أنا حُزْنُ الجنوبِ أنا فُراتٌ
أنا وَجَعُ الشمالِ أنا سُهولُ
أنا شُطانُ دجلةَ وهي تَحنو
على موجٍ يُظَلِّلُهُ النَخيلُ
أنا مَهْدُ الحضارةِ مُنْذُ كانَتْ
ولي في موجَزِ الدُّنيا فُصولُ
على الألواح صِغْتُ لَهُمْ حروفاً
وإنْ زالَتْ جبالٌ لا تَزولُ
وَعَلَّمْتُ البريةَ عَنْ حقوقٍ
فَكَيفَ الناسُ عَنْ حَقّي تَميلُ
أراني صِرْت مُنْتَهَباً وحولي
جميعُ الأرضِ يملأها المَغولُ
وهاهم يَزْرَعونَ على جراحي
خيامَ حِصارِهِمْ فَمَتى تَزولُ
يُريدوني ذليلاً غَيرَ أنّي
أمامَ مهابَتي تجري فَلولُ
فلي في كُلِّ مُعْتَرَكٍ حكايا
تصولُ بيَ المنايا إذْ أَصولُ
وَكَمْ مَرَّتْ على صدري عِجافٌ
وأبقى ذَلِكَ الضَرْعُ البَذولُ
وإني والليالي لو تَطولُ
ولو دارَتْ على وَجعي الفُصولُ
سأبقى في دياجي الظُلْمِ فَجراً
يُلَوِّنُ ما يُسَوِّدُه ُ الجَهولُ
سابقي في مَخَيِّلَةِ القوافي
وفي عَبَقِ الأماني إذْ تَجولُ
سأبقى النسرَ مسكنه الأعالي
وحلمٌ للخفافيشِ الوصولُ
سأبقى.. لا يُسِئْكُمُ أنَّ جرحي
يَنُزُّ وأن أتباعي قليلُ
فاني رَغْمَ مَنْ كفروا بِمَجدي
لِكُلِّ عُصورِ مَنْ ظُلموا رسولُ