وأول عيد أخذه المعتمد بأغمات وهو سارح، وما غير الشجون له مبارح، ولا زي إلا حالة الخمول، واستحالة المأمول. فدخل عليه من بنيه من يسلم عليه ويهنيه، وفيهم بناته، وعليهن أطمار كأنها كسوف وهن أقمار، يبكين عند التساؤل ويبدين الخشوع بعد التخايل، والضياع قد غير صورهن، وحير نظرهن، وأقدامهن حافية، وآثار نعيمهن عافية، فقال:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ... فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة ... يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة ... أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية ... كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
لا خد إلا تشكى الجدب ظاهره ... وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عادت مساءته ... فكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا ... فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بالأحلام مغرورا
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/ 273و274
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} [آل عمران: 26]