قصيدة غنائية:
لاَ تَخُنِّـــــي
أَغَارُ أَنَا أَغَـارُ عَلَيْـكَ مِنِّــــــــــي
وأَخْشَى أَنْ تَخُونَ، فَلا تَخُنِّـــــي
وأَرْضَى بِالصُّـدُودِ ولا أُبَالِــــــي
إِذَا حَمَلَ الصُّدُودِ رِضَاكَ عَنَِّــــي
فَلَـوْ غَلَّقْتَ دُونِي كُـلَّ بَــــــــــابٍ
لَفَتَّــحَ خَافِقِي بَابَ التَّمَنِّـــــــــــي
ولَوْ أَنِّي طَوَيْتُكَ كُنْتَ حُلْمِـــــــي
ولَوْ أَنِّي نَشَرْتُـكَ كُنْتَ لَحْـــــــنِي
وقَبْلَكَ لَمْ يَكُنْ لِلْحُـبِّ مَعْنَـــــــــى
وقَبْـلَكَ لَيْسَتِ الأَشْوَاقُ تُفْنِــــــي
ولَمَّا أَنْ رَأَيْتُكَ صِحْــــتُ :" آه !
تَجَلَّى الْحُسْنُ أَجْمَعُهُ لِعِيْنِـــــي "
وإِنْ نَظَرَتْ ولا نَظَرَتْ عُيُونِـــي
إِلَى أَحَدٍ بَـدَا إِيَّــاكَ أَعْـنِــــــــــي
إِذَا مَا سِرْتُ نحوك كان سيـــري
ولو مشت الدروب وضيعتنــــي
إِذَا حَانَ الْوَدَاعُ؛ فَلا تُـــــــــوَدِّعْ
وإِنْ أَزِفَ الرَّحِـيلُ فَلا تَدَعْنِـــــي
فَإِنِّي لَسْـتُ أَحْـيَا يَا حَبِيبِـــــــــي
إِذَا فَارَقْتَـنِي ورَحَلْتَ عَنِّـــــــــي
إِذَا مَا غِبْتَ عَنِّي غَابَ عَنِّـــــــي
سُرُورِي يَا حَبِيـبُ وغَابَ أَمْنِــي
بِدَرْبِ الشَّوْقِ أَحْمِـلُ ذِكْرَيَاتِـــــي
وطَيْفُـكَ مَـاثِلٌ مَا غَــابَ عَنَِّـــــي
لِمَاذَا الأُخْرَيَاتُ يَغَـرْنَ مِنِّــــــــي
ولَمْ أَرَ مِنْ هَوَاكَ سِوَى التَّجَنِّي؟
وكُلُّ الْعَاشِقِينَ لَهُمْ حُظــــــــوظٌ
وحَظِّي مِنْـكَ آهَاتِي وحُزْنِــــــي
إِذَا ذُكِرَ الْحَبِيبُ وَضَعْتُ كَفِّـــــي
عَلَى قَلْبِـي و طَارَ الرُّشْدُ مِنِّـــي
تَوَهَّـجَ فِي سَمَائِكَ أَلْفُ نَـجْـــــمٍ
وأَوْرَقَ فِي رِيَاضِكَ أَلْفُ غُصْــنِ
أَنَا أَهْوَاكَ فِي سِرِّي و جَهَــــرِي
ويَنْأَى بِي الْهَوَى عَنْ كُلِّ ظَــــنِّ
أَغـَارُ أَنـَا أَغَــــــــارُ عَلَيْـكَ مِنِّـي
وأَخْـــشَى أَنْ تَخُونَ ، فَلا تَخُنّـي
شعر: محمد علي الهاني
( تونس الخضراء )
* فازت هذه القصيدة بالجائزة الثالثة في المهرجان الوطني للشعر الغنائي( الدّورة الخامسة )- تونس 2005.