|
خَفَقَ الفُؤَادُ لَهَا بِكُلِّ وِدَادِ |
كَالطَّيْرِ مِنْ قَفَصٍ إِلَى مَيَّادِ |
غَرِدًا وَقَدْ أَمْضَى أَسِيرَ خَوَاطِري |
شَطْرَ الحَيَاةِ مَغَلَّظَ الأَصْفَادِ |
وَلَقَدْ شَقِيتُ بِهِ عَلَى أَهْوَائهِ |
وَحَبَسْتُهُ عَنْ فِتْنَةٍ وَفَسَادِ |
وَأَرِقْتُ مِنْ خَمْسٍ مَنَافِذِ حِسِّهِ |
يَا فِتْنَةَ الأَصْوَاتِ والَأَجْسَادِ |
لَوْلَا هُدَى الرَّحَمَنِ ضَلَّ مَدَنِّسِي |
بَينَ الحِسَانِ الغِيدِ دَونَ رَشَادِ |
أَغْوِي وَتَفْتَرِسُ المَلَذَّةُ بِالخَنَا |
عِرْضِي وَيُطْمَسُ بِالفُسُوقِ فُؤَادِي |
لَاحَ الصَّبَاحُ وَفَيكَ يَا قَلْبِي الهَوى |
مَقَلٌ أُذِقْنَ الصَّبْرَ مَضَّ سُهَادِ |
فََنَكَحْتُ بِاسْمِ اللهِ مَنْ عَلَّقْتَنِي |
فَجْرَ الخَمِيسِ وَحَسْبُهُ مِيلَادِي |
شَمْسَانِ نَورُهمَا بَدَا لَكَ حِينَهَا |
فَأَنِرْ حَيَاتَكَ بِالشُعَاعِ البَادِي |
شَمْسٌ مَلَلَتَ مَدَى الزَمَانِ طُلُوعَهَا |
دَأَبًا وَشَمْسٌ لِلْحَيَاةِ تُنَادِي |
فِيْهَا رَأَيتُ تَجَدُّدَ الآمَالِ فِي |
أَهْدَابِهَا دِفْئِي وَخُضْرَةُ زَادِي |
وَأَنِسْتُ مَا آنَسْتُ مِنْهَا خُلَّةً |
وَرَفِيقَةً لِلدَّرْبِ وَالآمَادِ |
هَيَ زَوْجَتِي وَحَلِيلَتِي وَسَكِينَتِي |
وَسَفِينَتِي وَمَدِينَتِي وَجَوَادِي |
حَرْثِي وَبِذْرِي فِيهِ لا فِي غَيْرِهِ |
مُتَحَصِّنٌ وَحَصَادُهُ أَوْلَادِي |
سِتْرِي وَسِرِّي مَا تَفَشَّى دُونَهُ |
وَيَرَاعَتِي أَلَقًا وَوَهْجُ مِدَادِي |
قُلْ لِلشَّبَابِ إِذَا القُلُوبُ تَزَاوَرَتْ |
صَقْلُ السُّيُوفِ يُكُونُ بِالأَغْمَادِ |
إِنَّ الزَّوَاجَ شَرِيعَةٌ قَدْ حُبِّبَتْ |
لِمُحَمْدٍ وِصِحَابِهِ الزُّهَّادِ |
وُجِبَتْ لِإِحْصَانِ الفُرُوجِ وُقِيِّضَتْ |
لِقَضَاء أَوْطَارٍ وَلِينِ وِسَادِ |
والمَاءُ مِنْ بَيْنِ التَرَائِبِ –دَافِقَا- |
وَالصُّلْبِ شَاءَ اللهُ خَلْقَ عِبَادِ |
فَتَكَاثُرٌ بِتَزَاوُجٍ وَتَفَاخُرٌ |
فِي أُمَّةِ الإسْلَامِ بِالعُبَّادِ |
مَنْ لِلشَّبَابِ وَهمْ رَكِيزَةٌ دِينِنَا |
فِي نَشْرِهِ مِنْ عُدَّةٍ وَعَتَادِ |
المُسْلِمُونَ عَلَوا غَلَاءَ مُهُورِهِمْ |
وَاخَيْبَتَاهُ أَكَانَ بَيْعَ مَزَادِ |
وَالكَافِرُونَ سَخَوا لِجَذْبِ شَبَابِنَا |
وَبَنَاتِنَا جَذْبًا إِلَى الإِفْسَادِ |
شَنِئَ العَوَانِسُ ضِيقَ مَا أَلْفَينَهُ |
وَشَكا الشَّبَابُ تَجَشَّعَ الأَسْيَادِ |
وَالزَّائِفَاتُ مِنْ المَسَالِكِ أَشْرِعَتْ |
إِغَرَاءَ أَفْئِدَةٍ بِنَيْلِ مُرَادِ |
تُقْضَى بِهَا شَهَوَاتُ كُلِّ مُبَلَّغٍ |
رَهَجَ الهَوَى وَفُحُولَةَ الأَجْسَادِ |
مَا عَزَّ وَصْلٌ بِالحَلَالِ وَمَا دَنَتْ |
سُبُلُ الخَنَا مِنْ ذِي هَوَىً وَقَّادِ |
أَمَّا التي سَنَّ الإلَهُ سَهَالَةً |
وَأَصَالَةً أُخِذَتْ بِغَيْرِ رَشَادِ |
نُسِخَتْ بِعَادَاتٍ تَسَنَّنَهَا الوَرَى |
نَتْجَ التَّحَضُّرِ وَاعْتِمَارِ بَوَادِ |
أَوَكُلَّمَا رِبَتِ الرَّفَاهَةُ أَمْحَقَتْ |
رُشْدَ العِبَادِ فَرَأْيُهمْ لِكسَادِ |
يَا أُمَّةَ التَّيْسِيرِ عَسَّرْتُمْ عَلَى |
أَبْنَائِكُمْ شَرْعَ الرَّحِيمِ الهَادِي |
لَوْ كَانَ يُنْكَحُ بِالدَّرَاهِمِ أَنْكَحَتْ |
مُهُرَاتِهَا التُّجَّارُ لِلزُّيِّادِ |
لَكِنْ بِدِيْنِ المُرْءِ وَالأَخْلَاقِ مَا |
رُضِيَتْ وَبَاقِي الأَمْرِ فِي إِزْهَادِ |
أَمْحِقْ بِعَادَاتِ الأُنَاسِ ثَقَافَةً |
مَا خَلَّفَتْ إِلَّا انْفِضَاضَ نَوَادِ |
يَرْتَادُ بُلْدَانَ المُجُونِ شَبَابُنَا |
وَبَنَاتُنَا يَشْكُونَ ضِيْقَ بِلَادِي |
وَالحَلُّ لِلْحَاِلَيْنِ حَلٌّ وَاحِدٌ |
نُقْصِيهِ إِقْصَاءَ العَيِيْ لِلْزَّادِ |