يَسْقِي السَّرَابُ الخِطَابَ فِـي فَمِـهِ = وَيُرْضِـعُ الـرَّأْيُ العَقْـلَ مَـا مَذَقَـهْ
بيت رائع ذو شجن ووجع !
تَـكَـالَـبَ الـكَــوْنُ فَـــوْقَ هَامَـتِـنَـا = يَسُومُنَـا مِـنْ ضَـلالِ مَـا اعْتَنَـقَـهْ
فِـي أُمَـمٍ فِــي أَسْرَابِـهَـا اخْتَلَـفَـتْ = لَــكِــنْ عَـلَـيـنَـا تَــظَـــلُّ مُـتَّـفِـقَــةْ
تَـجَــرَّأَتْ يَـــومَ حَـــطَّ طَـائِـرُنَــا = وَيَوْمَ هِبْنَا فِي العَرْشِ مَنْ سَرَقَـهْ
حين رزحت الأجساد تحت نير من تكالب عليها لا بدّ أن يكون الضلال من نصيبها أيضا، والهوان والذلّة والخوف ممّن سرق العروش!
وأبدعت أستاذنا - كما دائما - في وصف حال الأمّة التي بات القاصي والدّاني يتطاول عليها وعلى نبيّها، ولكنّه المعصوم الذي لا يذمّ ولا يهان، ويبقى المطلوب رفع الهامات وإعلاء الرّايات...
فَمَـا يُهَـانُ المَعْـصُـومُ مِــنْ سَـفَـهٍ = بِـذِمَّــةِ الــدَّيَّــانِ الــــذِي رَزَقَــــهْ
وَلا يُـــدَانُ الـــذِي سَــمَــا خُـلُـقًــا = مِــنْ شَـانِـئٍ غِــرٍّ شَـأْنُــهُ خَـنَـقَـهْ
وَإِنَّـمَـا نَـحْــنُ مَـــنْ يُـسَــاءُ لَـنَــا = وَيَـزْدَرِيـنَــا الــزُّنَــاةُ وَالـفَـسَـقَــةْ
وكانت الرّوعة في النّهاية :
لَيْـلُ الخَنَـا طَـالَ وَالمُـنَـى فُــرُشٌ = وَأَعَـيُـنُ الـوَهْــنِ أَخَّـــرَتْ فَـلَـقَـهْ
لا يَـمْـنَـعُ الـقَــدْرَ دَمْـــعُ نَـائِـحَــةٍ = وَالمَجْدُ بِالسَّيفِ مَا اهْتَدَى طُرُقَهْ
صدقت أستاذنا ... هذا اللّيل شديد السّواد لن يبدّد التّعديد ظلمته ولا دمع النّواح ... فالمجد يحتاج سيفا ليرفع لواءه ...
بورك القلم وصاحبه أخي الدّكتور سمير
تقديري وتحيّتي