تفشش جحا :
قيل أن جحا ضاق بأحوال بلده، وما فيها من ضياع العدالة ، فوجد أنه لابد من المهاجرة بانكاره لتلك الأحوال،
والدعاية لتحقيق العدل، فأخذ يواجه الأعيان بالنقد ، ويدعوهم الى إقامته ، فكانوا يسخرون منه ،
ويصفونه بالتهريج والجنون، فبدأ يتجه إلى جماهير الشعب ليفهمهم أن العدالة حق طبيعي لهم ،
وأنها ضرورية للمحافظة على كيان المجتمع، فشعر السادة بخطر دعايته وقرروا طرده من البلد.
فأضطر الى الخروج ، وأخذ حماره ووضع عليه ما لديه من الأثاث ، فجعل الرحى الثقيلة في إحدى الجنبتين ،
ووضع الثياب في الجنبة الأخرى ،فاختل توازن الحمل ووقعت الجنبة الثقيلة برحاها على الأرض ، فعاد مرة أخرى ،
ومرة ثالثة لإعادة الحمل إلى ظهر الحمار ، وفي كل مرة كانت الرحى تقع على الأرض بجنبتها ،
وكان ذلك أمام قصر أحد الأعيان السادة،
فرأى ما هو عليه ، فقال لجحا:ألا تعرف أيها الأحمق كيف تضع حملا صغيرًا على حمارك؟
فقال جحا :
أنت تعرف يا سيدي أني لا أدري شيئا. وأرجوا أن تعلمني كيف أصنع ؟
فقال السيد ضاحكا:
تقسم الأشياء بالعدل بين الجنبتين اذا أردت ان يستقيم الحمل ،
فقال له جحا وهو يقهقه ،
قلنا هذا قلتم اخرج من البلد.