العيد عاد وأهل الدار ما عادو
فـدون عوْدتهم قيْـدٌ وأصــفــادُ
**
ما عاد يبسم ثغرٌ أو يُرى فرحٌ
ما عاد يلهو بساح الدار أولادُ
**
ما عاد تصدحُ بالتكبير مئذنةٌ
فالـحزن أثخنهـا والآهُ أوْرادُ
**
يا داعي العيـد لا تنزل بساحتنـا
ما في القلوب لأهل البيْن أعيادُ
**
القلب منفطرٌ والسعدُ منحسرٌ
والبغـي مستـعرٌ غذتـه أحقـادُ
**
الثكل واليتم -يا ويحي- بضاعتنا
والهـمُّ فهو لنـا الأقـوات والـزادُ
**
يا قادة البغي أغرى العداءَ بكم
طيب الزروع فأنتم فيـه حُصّـادُ
**
يا ويح شعبي إذا كلّت عزيمته
فصار تحـت سياط البغي ينقـادُ
**
يا عصبة البغي ألقي الطرف والتلفتي
كـم أُثــخِنًـت بــحــرابٍ مـنــكِ أجــسـادُ
**
إن كان ريحكِ فينا صرصراً نَحِساً
فـــإنـــا بـــإزاءِ الــريــــح أطــوادُ
**
يا داعي البغي إن ترصد بنا سِنَةً
فــعـنـد ربــكَ للــطـغيانِ مرصــادُ
**
إقرأ فدونكَ شدّادٌ وذي إرَمٌ
فـأينهـا إرَمٌ بـل أيـن شـدّادُ
**
وأين من ملكوا الدنيا بسطوتهم
إسأل تجيبكَ عـن أخبارهم عـادُ
**
هذي الشواهد في التاريخ شاهدةٌ
وعند ربـكَ يـوم العـرضِ أشـهـادُ
**
الصبح موعدكم والنصر موعدنا
وفـي الصباح لأهل البغـي ميعـادُ
**
لا تعجبن عُلُوَّ القومِ مع سفهٍ
فعِلْيَةُ القومِ والعليـاءُ أَضـدادُ
**
فقد ترى الغِرَّ في الاقوامِ َسيِّدها
وقــد تُـعَـلَّــقُ للأحــرارِ أعـــوادُ
**
وقد ترى الحُمْرَ في الساحات مُطْلَةً
ودون ضَبْـحِ خيـول السـاح أصـفـادُ
**
وقد ترى الذئب في الغابات يملكها
أو الــثـعــالـب للآســادِ تــصـطـــادُ
**
لكنه الذئب يبقى في الـورى ذئبـاً
والأسدُ رغم صروف الدهرِ آسادُ