|
بِعَشْرٍ مِنْ شُمُوعِ العُمْرِ فِيهَا |
عَطَاءٌ لَا يَكلُّ لِوَارِدِيهَا |
تَعَالَتْ وَاحَتِى لِلحَقِّ صَرْحًا |
مَنِيعًا لا مَثِيلَ وَلا شَبِيهَا |
قَوَافِلُنَا لَهَا تَأْتِي تِبَاعًا |
تَبَشُّ وَبِالمَوَدَّةِ تَلْتَقِيهَا |
وَكُلٌّ وَارِدٌ يَرْجُو مَنَالًا |
كَعَينِ المَاءِ تَرْوينَا بِفِيهَا |
فَصَارَتْ فِي سَمَاءِ الليْلِ حِضْنًا |
تَلأْلَأُ بِالنُّجُومِ وَتَحتَوِيهَا |
تُقِيلُ عَثَارَ أَهْلِ الحَرْفِ، تُعْلِي |
المَنَائِرَ فِي البِحَارِ لخَائِضِيهَا |
وَتَمْلأُ خَرْجَ مَن يَبْغِي عُلُومًا |
فَمَا يَمضِي خِفَافًا عَابِرُوهَا |
وَمَا فَتَحَتْ لِنَيْلِ المَجْدِ بِابا |
يُجَامِلُ مُسْتَبِدًا أَوْ سَفِيها |
وَلَا بَاعَتْ وَلَا سَامَتْ بِيَومٍ |
مَبَادِئَهَا وَعَقَّتْ وَامِقِيهَا |
وَلَا عَافَتْ لِبَيْنِ أَوْ لِجَوْرٍ |
رِسَالَتَهَا وَرَدَّتْ طَالِبِيهَا |
وَمَا صَدَّتْ وَلَا رَصَدَتْ بَقَايَا |
عِصَابَةِ غَادِرٍ كَيْ تَتَّقِيهَا |
فَعُقَّتْ فِي زَمَانِ مِنْ هَوَانٍ |
بِهِ الأَقْوَالُ تُعْلِي بَائِعِيهَا |
وَأَسْمَالُ الرّيَاءِ تَصِيرُ خَزًا |
وَيَحْتَفِلُ الضَّيَاعُ بِمُكْتَسِيهَا |
وَقَابَلَ جُودَهَا بِالغَدْرِ قَوْمٌ |
أَشَاحُوا وَانْثَنُوا كِبْرًا وَتِيها |
وَرَاحُوا يَرْفَعُونَ خِيَامَ وِزْرٍ |
وَأَوْكَارًا تُخَبِّلُ سَاكِنِيهَا |
وَيَدْعُونَ الرِّفَاقَ لِهَجْرِ وَاحٍ |
كَأُمِّ المَوْزِ يَقْتُلُهَا بَنُوهَا |
وَتَبْسِمُ فِي حُنُوٍّ لَا تُبَالِي |
وَتُلْقِمُ ضَرْعَهَا لِمُنَاوِئِيهَا |
بِهَا الأَطْيَارُ تَسْبِيحًا تُنَاجِي |
إِلَهَ الكَوْنِ: "يَا رَبِّ اجْتَبِيهَا |
بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ مَا كَانَ يَوْمًا |
لِغَيرِ رِضَاكَ رَهْنًا كَيْ يَشُوهَا |
يَنُوءُ بوَاحَتِي كَتِفُ الرَّزَايَا |
فَبَارِكْهَا وَخَذِّلْ شَانِئِيهَا |
لِتَنْطَلِقَ القَصَائِدُ عَازِفَاتٍ |
بِأَحْرِفِ جَوْقَةٍ مِنْ مُنْشِدِيهَا |
تَسَامي وَاحَتٍي جِئْنَاكِ عِشْقًا |
دَعِي الضَّوْضَاءَ عَنْكِ وَمُتْرَفِيهَا |
بِحرْفِ أَمِيرِكِ العُمَرِيِّ جُودِي |
أَعِيدِي لِلعُرُوبَةِ وَدْقَ فِيهَا |
وَبِالأَحْرَارِ فِيكِ وَمْنْ تَسَاموا |
بِتَقْوَى الله عَمَّنْ أَغْفَلُوهَا |
رِسَالَتُنَا لِأُمُّتِنَا لِتَحْيَا |
وَتُشْفَى مِن خَوَارٍ يَعْتَرِيهَا |
لَكِ التَّارِيخُ وَالغَدُ وَالمَعَالي |
بِكِ العَلْيَاءُ تَسْمُو فَاعْتَلِيهَا |