|
...وإنْ نَأى ، فهل الأصقاعُ تُبْرئُهُ![](clear.gif) |
هيهات والشوقُ شَعْثُ الشملِ منشؤهُ |
في سُمرة العينِ من ألوانِ حنطتِها![](clear.gif) |
طيفٌ يُثيرُ الجوى جرحاً وينكؤهُ |
هذا المُحيّا إهابُ العشقِ ملبسُهُ![](clear.gif) |
أنّى يروحُ،فكيف العينُ تُخطئهُ |
كم هيّجَ الشوقُ سيلاً ملْءَ مقلتِه![](clear.gif) |
والهُدْبُ خوفاً من الواشينَ يدرؤهُ |
وتلك صورتُها تُغري تلفُّتَهُ![](clear.gif) |
بل تلك صورتُها إن شئتَ بؤبؤهُ |
في وجهِها أنبياءُ اللهِ قد رُسموا![](clear.gif) |
لا ينمحي الرسمُ والآياتُ تُنْبئهُ |
وأبجديّتُه من حرفِها انبثقت![](clear.gif) |
فليس غيرَ اسمِها اِسمٌ يهجّئهُ |
ما بدّلوا نكهةً فيها ورائحةً![](clear.gif) |
فتلك أنفاسُها الفيحاءُ تملؤهُ |
أو قصّروا شَعرَها أو لونَ حِنّتِها![](clear.gif) |
وما استطاعوا وزيتُ الطورِ يُربئهُ |
وكم على نخلةِ العشاقِ قد صلبوا![](clear.gif) |
صبّاً على جِذعِها يحلو توكُّؤهُ |
وكم رموهُ من البهتانِ واتهموا![](clear.gif) |
وأصلُ تهمتِهم شرعاً يبَرّئهُ |
محرَّمٌ حبُّها في غيرِ شِرعتِه![](clear.gif) |
هم كفّروه وعينُ الحقِّ مبدؤهُ |
فإن يعدّوا هواه محضَ زندقةٍ![](clear.gif) |
فحسبُه مصحفٌ في الليلِ يقرؤهُ |
يا جرحَ يوسفَ من جُبٍّ لإخوتِه![](clear.gif) |
ما عادَ شيءٌ من الإخوانِ يفجؤهُ |
كم سيّجوا لَغَماً في وجهِ عودتِه![](clear.gif) |
والحلمُ يعبرُ والألغامُ تُخطئهُ |
كالسنديانِ تطولُ الغيمَ هامتُه![](clear.gif) |
وفي الثرى وعميق الصخرِ موطئهُ |
ما شيّدوا هيئةً من أجلِ سلوتِه![](clear.gif) |
إلا وقلبٌ على الذكرى يهيئهُ |
يا عاشقاً لاجئاً منفاهُ يلفظُه![](clear.gif) |
إن شرّدوه فكهفُ اللهِ ملجؤهُ |
إن يحرقوا سِفرَه في باطلٍ خَرِفٍ![](clear.gif) |
فعهدُه قادمٌ بالحقِّ يُطفئهُ |
حتمٌ هو الوصلُ ما ارتابت جوانحُه![](clear.gif) |
بموعدٍ ربما الأيامُ تُرجئه |
فلْيحرِفوا برياحِ البحرِ بوصلةً![](clear.gif) |
مَرجانُ بحركِ يَهديه ولؤلؤهُ |
غداً ذراعُكِ من شوقٍ تطوّقُه![](clear.gif) |
وحضنُ محبوبةِ الملاّحِ مرفؤهُ. |