المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عناية الجابي
هل أنت راضٍ عن مستوى اللغة في أرض الرافدين؟؟؟
وهل أن الفصحى في مد أو انحسار؟؟ في أرض العروبة كلها؟؟؟
يقول ناعوم تشومسكي : أن اللغة مرآة العقل وأقول أنها معيار ومقياس لمدى النشاط التثقيفي كونها وسيلة نقل لخبرات الواقع ...
ومن هذا المنطلق فإننا نضع المعرفة المكتسبة - واللغة أبرز آلياتها - كدعامة في خدمة الحياة بصورتها التطبيقية وليس في خدمة المعرفة الموسوعية التي ننطلق منها دائما، كي نتعالى على الواقع ، بمعنى : أني أراقب المحتوى المعرفي - صعودًا وهبوطًا - من خلال مراقبة الشارع الثقافي اليوم .. لأصل إلى تشخيص ما نحن بصدده عن الفصحى وموقف المتحدثين بها فضلًا عن النخب المجتمعية..
وعليه : فزيارة سريعة إلى مدارسنا وما تعانيه في اسلوب تعليم اللغة يجعلنا نتأكد أن لغة التفكير فضلًا عن الفصحى في تدهور مستمر !!!
لا بد هنا أن نميز بين دخول مفردة ( سوقية ) في لغة ما ، وبين تحديث أو تغيير أو تطوير قواعد تلك اللغة ؛ فدخول المفردات الجديدة أو تأويلها أو موتها مرتهن بالسياق الطبيعي لمجريات الأحداث الحاصلة في العراق من توالي صور الاستعمار المنظـّم ثم تأثيرات العولمة اللغوية التي قد أفرزت مظاهر "أزمة الهوية اللغوية" خصوصًا أن اللغة العربية تحمل بصمة هوية الثقافة الإسلامية ، كما لا ننسى أثر اللغة الإعلامية : وإساءة تداول اللغة في شبكات الإنترنت والقنوات الفضائية .. ورغم كل ذلك فإننا نشهد تحصين لغتنا من خلال المتابعة المستمرة للمؤسسات التثقيفية وما حوته من نخب تدافع بشراسة عن الفصحى واعتمادها في سياقها النخبوي ..
أما فيما عدا هذه النخب فالأمر يبدو مغايرًا ، وهو يستدعي عملًا مؤسسساتيًا تتبناه الدولة من أجل النهوض بواقع الفصحى على المستوى الشعبي ... والحل لكل هذا يكون من خلال:
1- القرار مرتبط بالسياسة التعليمية وفلسفة الدولة التعليمية ...
2- أرى أن نبدأ بدراسة ( اللغة ) بشكل استقرائي مركزين على اللغة الناطقة والمحادثة وترويج دروس (التعبير الشفوي) وجعل هذا الدرس ينافس - إن لم أقل يتفوق - على دروس النحو والصرف
3- تخليص كتبنا المنهجية من مفردات عتيقة لا يستسيغها واقعنا اللغوي اليوم .. كتدريس شروح الشروح ، وتدريس الشواهد الشاذة مما لا طائل منه.
4- تبسيط دروس (البلاغة) وجعلها دروسًا ممتعة ، وعملية من خلال ترويجها بشكلها المبسط.
5- الإشراف على مصادر التثقيف كـ ( دور الترجمة ، معاهد الأئمة والخطابة ، رجال الإعلام ..) وربط هذه المهن بالشرط اللغوي التقويمي .
/
لعل الله يحدذ بعد ذلك أمرًا.
ممتن لروعة حضوركم ... جزيتم الجنة .