مع بلاغة القرآن ..
الإيجاز والإطناب
الآية : " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " .
حملتْ إعجازَ الإيجاز فعبرت الآية عن القصاص بأنه حياةٌ .
وقد ردّ العربُ أنْ لديهم حكمةً تحمل الحكمَ والمعنى ذاتَه :
وهي قولهم " القتلُ أنفى للقتلِ "
وبدراسة بلاغية مقارنة ومقاربة بين الآية والحكمة ، نجد أنّ :
منهجَ الآية " القصاص حياة " أكثرُ إيجازا فهي من عشرة حروف .
وأن الحكمة العربية مع ما تحمله من تقدير : " القتل أنفى للقتل من تركه " بلغت عشرين حرفا
كما أنها اشتملت على تكرار كلمة القتل ، وهي " الحكمة العربية " لم تبينْ الهدفَ والغاية من وراء القتل
بأنه حياةُ الآخرين بما يحققه القصاصُ من أمن وسلام بتحقيقه واقعاً ، وبقائه رادعاً وزاجراً عن اقتراف الحدود .
كما أن الحكمة العربية اقتصرت على حكم من أحكام القصاص .
فهي انطلقت من مفهوم بشري متخبط قاصر .
بينما الآية قد شرعتْ منهاجاً ربانياً يكفلَ للبشر حمايةَ الكليات الخمس ومن أهمها : ( الحفاظ على النفس والمال والعرض ) .