سَـــــطعَ الضِّـــــــياءُ و عـــادتِ الأصداءُ
مـــــــــوتى وَلــــــــــكنْ فــــــــــي الــرؤى أحياءُ
فيــــــنا منَ الأحزانِ مـــــــــا لا ينـــــــتــــــهي
و لــــــــنا بــــــفــــجر الحــــــــالمــــينَ رجـــاءُ
لا ينتهي عنــــدَ النّـــــوائــــبِ عُـــــــــــــمْرُنا
و قُـــــــلوبُـــــنا مِـــــــــنْ يأسِـــــــــها تـــَـــــسْتَاءُ
لِتُطيقَ هــــذا الصّـــــــــبرَ فَـــــرْطَ عــــــذابِها
وَ الصــــــــــّبرُ حـــــتمًا للعـــذابِ غــــــطاءُ
لـــــــــنْ تستــــــقيلَ مِــــــــــنَ المـــودّة روحُنا
سيــــــــــظلُّ في خَـــــلَجاتِها الإيــــــحــــــاءُ
وَ تظــــلُّ تـــــــــبتســــمُ العيونُ لِحــــَتْفِـــــها
مَهْـما تـــــناثرَ خلــــفَها الإغــــــراءُ
وَ يظلُّ هــــذا القلبُ يحــــــمِلُ وَعــْـدَهُ
يرجو اللـــــــــقاءَ و ما هـــــــــناكَ لقــــــــــــاءُ
يروي الغـــرامَ كــــــؤوسَ عـــــشـــــقٍ دافئٍ
وَيــــــــطيبُ عـــــــــــــندَ العاشقينَ سخــــَاءُ
لا ضَـــيــْــرَ إن ضَـــــحّى الخليـــــــلُ بـــخلِّه
فالـــــدَّاءُ فــــــــي هَـــــــــجْرِ الحبيبِ دواءُ
و العمــــْرُ لَــــــوْ لــــــمْ يَــــــتّـــــخذْ أســبابَهُ
لَقَـــــضَى و ضاعتْ بَــــــعْدَهُ الأشــــياءُ
هيَ حـِــــــــــكْمةٌ للــــــدهرِ عزَّ مــثــــيلُها
فَارْشُدْ بِها ما لمْ يطَـــلْــــــــكَ شــــــــــقاءُ
أنتَ السعيــــدُ فلا تُصـــــــالحْ دمـــــــعَةً
أضْنــَـــاكَ حُـــــــزنٌ أو رمـَــــــــاكَ بـــــــــــلاءُ
للصــــــــّبر طــَـــــعـْــــمٌ بالْمَــــــرارةِ طــَـــــيّبٌ
دونَ الـمـــــــرارةِ لا يــــــكــــونُ شــــــــــفاءُ
وَ احذرْ مِنَ الإمعانِ في فِكَر الدُّنى
تأتــــــــي إلــَــــــيْكَ بــخـــــــيْرِها الأنْــــــــباءُ
هــــــذا ســـــــلامُ الرّيحِ عَـــزّ سلامُـــها
فيــــــــــها لِكُــــــــــلّ الجــــائعــينَ عــطاءُ
و الْمَـــــــرْءُ لَــــولا ما يُعـَــــــلِّلُ قَـــــــــلْبـــَهُ
أَزْرَتْ بــــــــهِ منْ هَـــــوْلِـــــــــها الأرزاءُ
و قَضَى صريعًا بَينَ أسوارِ الدُّجى
مُسْــــتَـــنْزفًا فـــــــي لـَـــيْــــــلِهِ الخُـــيَــــلاءُ
لَـــــــوْلا بـــَـقـِــيَّةُ أحــــرفٍ قُـــــزَحـِيَّــــةٍ
لَغـــــــَدا مُـــــــمِـــــلاًّ ذلـــــــكَ الإيــــــــماءُ
و لَأُرْهِــــقَتْ حدَّ الـــــــبَذاءَةِ أَحْــــرُفٌ
وَ لَما بَدا في أرضِنا الشــــــــــــــعــراءُ
هيَ فُـــــــرْصَةٌ للجــــــمرِ أولُّ شــــــهقةٍ
يَحْلو بها في صمتــــــِنا الإصـــغاءُ
آنَ الأوانُ لِكـَــيْ نُـــلـَـــــــَبّي دَعـــــــوةً
إذْ طــــالما نــــادى بــــــها العُـــقـــلاءُ
فتفاءَلواْ تجــــدواْ الحَــــــيَاةَ جــــــميلةً
وَ تطيبُ فيها الضحكةُ السّمْحَاءُ
و يَعُــــمُّ أرْحــَـابَ الصّــدورِ سُرورها
و يَغِـــــــيبُ عنـــــها مـــــأْتَـــمٌ وَ عـزاءُ