|
يامرهفَ الحسِّ حرّكْ واهجَ الشَّجَنِ |
واعزفْ لنا اللحنَ في سرٍّ وفي علنِ |
لعلَّها دمعةٌ حرَّى تجودُ بها |
عينٌ فتطفيءُ نارَ الظُّلمِ والإحَنِ |
لا الليلُ ليلٌ ولا الإصباحُ في ألَقٍ |
لا النجمُ نجمٌ ولا الإقمارُ يسعِدُني |
ماستْ وداستْ على شعري وقافيتي |
جحافلُ البؤسِ حتى ضاقَ بي سكني |
وطائرُ الشوقِ مكلومٌ بهِ شَجَنٌ |
ولم يعُدْ طائري يشدو على فنَنِ |
ياعازفَ الحزنِ قلبي باتَ يعصفُ بي |
فاعزفْ منَ القهْرِ ماتهوي بهِ سفُني |
منْ لاكني وظنونُ الخلقِ قاتلةٌ |
منْ سوَّدَ الأبيضَ الصافي وعكَّرَني |
منْ أسقطَ الفارسِ الصنديدَ من فرسٍ |
وشرَّدَ الشامخَ المفضالَ مِنْ وطنِ |
مَنْ لاكني وهمومُ القلبِ عاصِفَةٌ |
غيرالذي صارَ يُذْكي جذوةَ الفِتَنِ |
خلفَ القناعِ يعيشُ الوغْدُ في تَرَهٍ |
يسعى حثيثاً ويمضي اليومَ يطعنني |
تنمَّرَ الحاسدُ الشرِّيرُ مُكْتَسِياً |
لبسَ الوقارِ ويُخفِي مُنْتِنَ الدَّرَنِ |
يامُرْهَفَ الحسِّ أسمِعْ بالدجى نَغَماً |
وداعبَ الحزنَ إنَّي نئتُ منْ مِحَنِي |
لا تُطرِبِ القلبَ فالأتراحُ جاثيَةٌ |
والرِّزءُ ياشاعري بالليلِ يفجعُنِي |
أُمسي على غُصَصٍ ترمي نشائبها |
وأطويَ الليلَ منها مُنْهَكَ البَدَنِ |
آهٍ وآهٍ لها بالقلبِ مُعْتَرَكٌ |
آهٍ وفي هَجْعَةِ النوَّامِ تعُصرُني |
أعوذُ باللهِ منْ قهرِ الرجالِ إذا |
تأبَّطَ الظُّلمَ أفَّاكٌ وعذّبَنِي |
سُراةَ قومي أذوقُ الذّلَّ مُمْتَهَناً |
وطعْنَةُ الظهرِ تُدميني وتقتُلُني |
واللهِ لم أقترِفْ ذنباً ومَنْدبَةً |
حتى أصير لهم أضحوكةَ الزمَنِ |
وما خفرتُ عهوداً كنتُ أحفظها |
وللوفاء بقلبي صِبغَةُ السُّنَنِ |
وللوفاءِ جذورٌ لا يُضَعْضِعُها |
خِبٌّ حقيرٌ إذا ماجاءَ يخدَعُنِي |
مؤثَّلُ الصدقِ محروسٌ ودائعهُ |
وحافظُ الودِّ حتى مهبط الكَفَنِ |
ياسامرَ الحيِّ لا تصدحْ بأغنِيَةٍ |
وانْسَ الغناءَ الذي قد كانَ يُطْرِبُني |
عفوتُ عنْ كلِّ فتَّانٍ وفاتِنَةٍ |
وأرتجي الأجرَ منْ ذي صاحبِ المِنَنِ |
عفوتُ عنْ كلِّ همَّازٍ ولامِزَةٍ |
فشيمةُ الصفحِ تسمو بي وترفعني |
سأمتطي خيلَ أشعاري إلى بلدٍ |
أُعزُّ فيهِ وأبقى سامقَ البَسَنِ |
وأنشدُ الشعرَ رقراقاً بمَربعِهِ |
كالطيرِ يشدو بصوتٍ فاتنٍ حَسنِ |
أعلنتُها في ظلامِ الليلِ منْ حُرَقٍ |
يامُرْهَفَ الحسِّ حرَّكْ واهجَ الشَّجَنِ |