وصلتُ إلى النهرِ الأحمرِ منهكةً بالوجفِ، يعلو صدري للزرقةِ، ويهبطُ للسوادِ...
رأيتُهم يتراكضونَ بذعر في الظلام ؛ يخترقونَ التربةَ ببرودةِ أنفاسِهم.
قطعتُ النهرَ المتدفقَ بدمائِهم؛ كدتُ ألمسهم..
- إنكمْ تتنفسون!
ابتَعَدُوا عنِّي.. أصبحوا أطيافَ أسماكٍ ملونة ٍ تسبحُ نحوَ المجهولِ.. ناديتُهم:
- عودوا.. عودوا..
تُسْرع بهم المياهُ الحمراءُ.. أرتالٌ أخرى تسبحُ نحوهم وأرتالٌ.
- خذوني معكم.
لا يلتفتُ إليَّ منهمْ كبيرٌ ولا صغيرٌ..
- ياأسماك...
- ياأسماك..
تهبطُ إليهم غيمةٌ بيضاء.. يصعدونَ إليها طيورا خضر.. تعلو بهم وأنا أرددُ:
- ياطيور.. ياطيور
بقلم
زاهية بنت البحر