الأخ الحبيب الغالي الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري
لمجرد قراءتي لومضة " عادة " , فتحت أمامي صفحتين :
كتبت في الأولى :
إن الومضة قد كتبت بلغة عالية راقية , وهي تجسد بقوة كيف يمكن للانسان أن يتعلق بعادة أو بسلوك ,
ومهما حدث من متغيرات في ظروفه أو محيطه , فهو لن يغيّر عادته أو سلوكه , ضاربا بالمنطق الذي
يستدعي التغيير عرض الحائط , وطبعا الكاتب هنا , يوجّه الضوء إلى مسألة سلوكية ومجتمعية شائعة ,
وطبعا هناك ثقافة انسانية تشير إلى هذا السلوك , ويخطر في ذهني الآن البيت الجميل المعبّر:
وأنت امرؤ ياذئب والغدر كنتما ... أخيين كانا ارضعا بلبان
واستذكر القول المأثور : الطبع يغلب التطبّع , وهناك دراسات نفسية واجتماعية تتوافق وهذا السلوك ,
وقد جاءت الومضة لتلخص كل هذا الكم الهائل من الفكر والتراث مجسّدة غلبة الطبع والعادة على
السلوك الانساني .
وكتبت في الصفحة الثانية :
إن الومضة قد كتبت بشكل لافت , من حيث المفردة والصياغة , لغة راقية جدا , وهذا المستوى
من اللغة والكتابة الأدبية , يجعل المتلقي يحسّ بجوّ الأدب التقليدي , ومع ذلك وجدتني التقط
بعض الرموز الدلالية التي أراها تفرض نفسها وبقوة , حنى كأنها قد كتبت بأحرف نافرة :
اعتادت , باب الثلاجة القديمة , مؤخرتها , تغيّرت الحال , حياة أخرى , ثلاجة جديدة , اللمس ,
الطريقة القديمة , خراب , كل مرة .
ومع الرموز الدلالية , بدأت الايحاءات تحلق بي عبر مشاهد وصور وحالات , وتبحر بي إلى
أعماق نفسية ووجدانية , ووجدتني أعيش حالة , يشكل فيها رمز " الحالة " أحد المفاتيح ,
وهو المفتاح المهم , والذي أظن أن الجميع يتوافق بمدلوله , نعم إننا أمام حالة اعتياد ,
أما المدلولات الأخرى , ....... فسأمضي مساحات زمنية كبيرة , بين السياسة والمجتع
والنفس والفرد .
تقبل محبتي وإعجابي
د. محمد حسن السمان