حال الربيع ..
-------------
هي الفوضى تنامُ بكل واد
وترغبُ في النهوضِ بكل عاد
ربيعُ الشرِّ يغلي فوق جمرٍ
فمن يا هل ترى تحتَ الرماد
بلادُ العُربِ أوطاني شعارٌ
هزيلٌ غاصَ في وحلِ الكساد
فعطرُ البدو مخلوطٌ بزيتٍ
وعندَ البربرِ القطرانُ كادي
ويلعنُ كلُّ معتوهٍ أخاهُ
وتكرهُ كلُّ أنثى من تنادي
وفرعونٌ يقودُ العُربَ فُجراً
بضمِّ الفاءِ والمكسورُ ضادي
ومكارٌ وما أدراكَ من ذا
يُسمِّي المكرَ بالبشرِ الجواد
جدارُ الحقِّ يُهدمُ كلّ يومٍ
ويُقتلُ كلُّ روَّاحٍ وغادي
دعاةُ الموتِ تُغرقكمْ دماءٌ
تعومُ بحارَها صفرُ الجيادِ
وداعاً أمةً يبكي عليها
جميعُ الخلقِ مِن خافٍ وبادي
غدونا صورةً للقبحِ تُروَى
وتُحملُ فوق ألواحِ السَّواد
فهذا الشام نارٌ فوق نارٍ
ويُشوى الخلقُ فيها كالجراد
ومصرٌ يعبثُ اﻷشرارُ فيها
ويلعبُ قاتِلوها بالزناد
أغـلِّظُــها .. أما واللهِ إنِّي
أرى اﻹسلامَ قصداً للأعادي
ملايينُ الشبابِ تسيرُ قسراً
إلى ساحاتِ ويلِ الاضطهاد
وتُسكبُ في الرمالِ دماءُ قهرٍ
فليتَ القهر كان إلى الجهاد
فتزأرُ أرضُ مصرٍ في رباها
وجيشُ الشامِ يزأرُ في الوهاد
وتنتفضُ الكرامةُ في رباطٍ
له اﻷقصى يلوِّح باﻷيادي
فنهتفُ لا إلهَ سواك ربِّي
ويسكنُ فوقَ حائطِهم فؤادي
وتسجدُ جبهةُ المظلومِ شكراً
ويصدعُ بالكرامةِ كلُّ شادي
هي اﻷحلامُ تبدأ حينَ تغفو
عيونٌ تعتلي جسمَ الجماد
فليتَ الحلمَ رؤيا إثر علمٍ
بفضلٍ ساقهُ ربُّ العباد
يموتُ الناصحونَ بكلِّ أرضٍ
ﻷنَّ النُّصحَ عكسٌ للمراد
وأصبحَ كلُّ من حملتْ يداهُ
كتاباً .. عالماً صعبَ الجِلاد
وجاءَ سعادةُ اﻷستاذِ يهذي
رويبضةُ ابن جاهلةُ القيادي
يخوضُ بكلِّ علم عنهُ يروي
ويُفتي في الحواضرِ والبوادي
فهذا كافرٌ والنارُ مأوى
وذاكَ مقدسٌ للناسِ هادي
وفاجعةُ الفواجعِ من دهانا
بعلمانيةِ العقلِ الرَّمادي
ترى الجمعَ المهيبَ توسَّدُوها
نوافذَ تعتلي قصرَ المزاد
أرادوها شتاءً من غيومٍ
تصبُّ شرورَها عندَ الحصاد
وآخرُ ما يقولُ لسانُ شعري
يُردُّ المسلمونَ إلى معادِ
-----------------
شعر : عبد الملك الخديدي
9/10/1434هـ