• ابن القطّاع، أبو القاسم علي بن جعفر (-515هـ):
مع أن ابن القطاع كان جريئًا في مواجهة سابقيه (ومنهم الخليل) بالتخطئة والتغليط، وإبداء رأيه صراحةً في بعض مسائل العروض( )، لكنه لم يخرج كثيرًا عمّا جاء به الخليل من ترتيبه للدوائر والبحور.
إلاّ أننا نسجّل له هنا طريقتَهُ الفريدة في فكِّ البحور من دوائرِها؛ فالعروضيون -قبله وبعده- يعتبرون كلاًّ من الوتد (المجموع أو المفروق) والسبب (الخفيف أو الثقيل) مقاطِعَ قائمةً بذاتها، لا يجوز شَطْرُها أبدًا، ولذلك فهم يُفكِّكون البحورَ من دوائرها بدْءًا من بداية السبب أو الوتد، بينما يُفكِّكها ابن القطّاع بدْءًا من أي متحرّك( ).
فإذا ضربنا المثلَ بالدائرة الأولى؛ وفيها بحران مهملان عند الخليل، نجد أن فيها أربعة مهملات عند ابن القطاع:
الخليل:.........................-----....................
................../..../....ه...../....ه..../..../....ه..../....ه..../.ه
ابن القطاع: ................................... .....
ولذلك وصلت البحور المهملة لدى ابن القطاع إلى خمسة عشر بحرًا، مقابل سبعة بحور فقط عند الخليل؛ أربعة في الدائرة الأولى، وثلاثة في الثانية، وواحد في الثالثة، وستة في الرابعة، وواحد في الخامسة.
يُضافُ إليها سبعة أبنية مهملة هي أصول: (الهزج والرمل والسريع والمنسرح والمضارع والمقتضب والمجتث) وخمسة أخرى هي (مجزوء الطويل، ومجزوء المتقارب التام ومجزوء المنسرح -ذو الضرب مفْعولانْ- ومشطور المنسرح التام، ومجزوء المقتضب التام)
وعلى ذلك كان عليه أن يعتبر أصول البسيط والمديد والوافر ومجزوء الخفيف التام ومجزوء المضارع التام أبنيةً مهملة كذلك، ولكنه لم يفعل.