نص فاره فارع
و قد كنت محظوظا جدا أن كنت أول القراء لهذه القصيدة
و إن أنا " لا كاتب في الهوى قلبي و لا قاري " حسب الشاعر
وقفت كثيرا متأملا هذه الأبيات أكثر من غيرها :
يـاأيُّـهـا الـلـيـلُ الـمُـدَنَّـفِ إنَّ بـــي = حـــزنًا شـفـيـفًا لاأطـيــقُ صـــداهُ
أنـا مـن أنـا ؟ قيثـارةٌ للحُـبّ فــي = زمــــنٍ تــلــوَّثَ بـالـجـفـا مـعـنــاهُ
أنـا مـن أنـا؟ يابـدرُ تاهـتْ مُقلتـي = في أرضِ من صفع الهدى ورماه
ليتك يا أختاه تغيرين كلمة صفع هذه ، فيبدو لي أنها لا تليق ..فكيف بالقول صفع الهدى
أنا من أنا ؟ حارتْ قوافلُ غربتي = فـــي عَـالَــمٍ دَنِـــسٍ كَـــواهُ لـظــاهُ
ماعدتُ أرضى عنْ حماقةِ إخوتي = بَلَغـوا مــن الحـقـدِ الدفـيـنِ مَــداهُ
هـمْ نُطفـةٌ للـؤمِ فـي صُلْـبِ الـوَبَـا = قد شوَّهُوا رَحِم الزمـان فشاهُـوا
جُبِلـوا علـى طعـن الكـرامِ فقلَّـمـا = يهـدي اللئـيـمَ إلــى الكـريـمِ إِخَــاهُ
أمَّـن يـرى صـمـتَ المعـالـي ذلَّــةً = ويـرى مـنَ الفـعـلِ الدنـيـئِ عُــلاهُ
أمَّن إذا عَقـرَ الـودادَ بكَـى الوَنـى = وتــطــايــرتْ أنــفــاسُــه تــنــعـــاهُ
أمَّن إذا لدغَ الوفـاءَ شكَـى القِلَـى = فـكـأنَّـه المـظـلـومُ فــــي دعْــــوَاهُ
لَبِـسَ النِّفَـاقُ قنـاع عشْـقٍ زائـفٍ = وتـهــاوتِ الأخـــلاقُ فـــي دنــيــاهُ
فـلـه "دعـايـاتٌ" تـبـثُّ سـمـومَـهُ = أبــواقُ سُـخــفٍ تحـتـمـي بـحـمَـاهُ
يـامـنْ يـنـادي بالفضـيـلـةِ يـدَّعــي = قُـلَـلَ النَّـقـاءِ عـلـى عـيـونِ رُبــاهُ
دعْ عنـكَ خطْلَـكَ يـاحَـرُونُ فإنَّـمـا = طـبـعُ الـدنـاءةِ فــي الزَّنـيـمِ تــراهُ
صـهـلَ الـوفـاءُ بـعــزَّةٍ فتقـهـقـرت = رهْـــطُ الخـيـانَـةِ خَـيـبَــةً تـغـشــاهُ
الـجــودُ شيـمـتُـه وفــــي أثــوابِــه = لـمـعـانُ طُـهــرٍ زادَ مـــن تــقــواهُ
وأراهُ فـي غـابِ الثعالـبِ ضيغـمًـا = للـحـقِّ يـأبـى الضـيـمَ فــي منـفـاهُ
فليخـرسِ الغـدرُ الغـشـومُ وأهـلُـه = ولتـنـتـحِ الأقـــدامُ عـــنْ مـسـعــاهُ
قصيدة عبرت عن شجوك و انبلجت بطويتك
و بدت متجاوزة عمرك و معجمك
و مدى تجريبك
أفدي قلبك يا يمن
شكرا لك يا براءة