|
كفى يا نفسُ قد طالَ العِتابُ |
وبُغـيـتُـنا يؤاخيها السَرابُ |
تـغـيّـر كـلُّ شيءٍ في حياتي |
وأنتِ كما أراكِ ، ولا جوابُ |
كأنّــي والفؤادُ ، بغـيـرذنبٍ |
على طـرَفَـي نـقيضٍ نُـسْـتـتابُ |
أمانينا قُـبـيـلَ العـيـد تـتـرى |
فلو ولّى ، تـلـقّـفـها الضَّبــــابُ |
كأنّي ، والزمانُ بلا وفـــاءٍ |
على كبدي لتحتربَ الحِـــرابُ |
كفى يا نفسُ فالماضي عصيٌّ |
وحاضرُنا تُـتـعـتعــهُ الذئـــابُ |
تلاحـقُــنـا النوائبُ حالكاتٍ |
وتـشكو من تـداعـيـنـا الهِضــابُ |
نراوحُ في مجاهيلِ التمنّي |
حيارى ليس يُدركنا الصَّوابُ |
ونغفو حولَ أطياف المآسي |
وقِـدْمـًا قـلّـد الحَجْلَ الغــرابُ |
فما الإيـثـار قـلّدنـاِ وشاحــًا |
ولا صَببُ الدموع لـه ثــــــــوابُ |
كفى يا نفسُ فالمعنى تعرّى |
وقلبي إن فـقهـتِ بـه الثوابُ |
لأنَّ شغافه عند التجلي |
فـضاءٌ منه تأتـلِـقُ الشهـــــابُ |
يزفُّ إلى حماكِ سنا ضياءٍ |
أنـيـقـــًا لا يـطـاولــه حِجــابُ |
وأنتِ بغيره ِمحضُ اغترارٍ |
ووهـمٌ من مثالـبه الخـــرابُ |
رجوتكِ فارحلي عنّي بعيدًا |
دعيني قبل أن يفنى الشبـــابُ |
وإلّا فاطمئـنّي لا ترائي |
حديـثـــك كـلّه سُـمٌّ وصــابُ |
وإلا أين قافـيـتـي وحـبّـي؟ |
وأين ثـقـافـتـي أيــن الكتـابُ ؟ |
كفى يا نفسُ أدّبني ودادي |
بأهلِ الذوقِ يعرفني الصِّحابُ |
أعالجُ من عواطرهـم سَقامي |
فيُطربني مع الدَّلـهِ الشـرابُ |
يقول مُحدّثي ، وهو المعافى |
لثمتُ هواهـمُ فــنما اللبابُ |
رأيت النورَ متصلَ الأيادي |
إلى المختارِ يحدوه انتسـابُ |
رأيت جمالهم في كلِّ عينٍ |
وعينُ القلب في الجُلىّ طِــلابُ |
وهم صدرُ المحافلِ ، لا أبالي |
إذا ما غافص البعضَ اضطــرابُ |
ضحى الآمال نبراس الليالي |
بهم تزكــــو الينابيــعُ العــــذابُ |
كفى يا نفسُ وارتقبي نهوضي |
إذا ما اشتقتُ والأحباب آبـــوا |
كفى يا نفسُ وادّكري بياني |
ولا تـنسَين ما فعلَ المُصــابُ |
إذا لم تحسني الغايات دهرًا |
وما وافاك يا أنتِ المَتابُ |
فــإنّـك طالقٌ مـنّـي ثلاثـًا |
ومــا بعــد الثلاث لنا إيــابُ ! |